مثله نُسكاً وزهداً وصيانة، وانقباضاً عن جميع أهل الدنيا.
توفي في رجب.
١٠٠ - ثَمال بن صالح بن الزوقلية، الأمير معز الدولة أبو علوان الكلابي رئيس بني كلاب.
تملّك حلب وغيرها. وكان بطلاً شجاعاً حليماً كريماً، أغنى أهل حلب بماله وعمهم بأفضاله، وأحسن إلى العرب. عزله صاحب مصر المستنصر ثم رده. وكان الفضلاء يقصدونه ويأخذون جوائزه.
توفي في ذي القعدة، وقبل ذلك بيسير كانت الوقعة المذكورة بينه وبين النصارى الروم، ونُصر عليهم، وقتل منهم خلقاً.
١٠١ - الحسن بن علي بن محمد بن الحسن، أبو محمد الجوهري الشيرازي، ثم البغدادي المقنعي، مسند العراق، بل مسند الدنيا في عصره.
سمع أبا بكر القَطيعي، وأبا عبد الله العسكري، وعلي بن لؤلؤ، ومحمد بن أحمد بن كيسان، وأبي الحسين محمد بن المظفر، وعبد العزيز بن جعفر الخرقي، وأبي عمر بن حيّويه، وأبي بكر بن شاذان، والدارقُطني، وخلقاً سواهم. وأملى مجالس كثيرة، وحدث عن القطيعي بمسند العشرة، وبمسند أهل البيت من مسند الإمام أحمد.
قال الخطيب: سمعته يقول: ولدتُ في شعبان سنة ثلاث وستين وثلاثمائة. وكان ثقة أميناً، كتبنا عنه.
قلت: وروى عنه أبو نصر بن ماكولا الحافظ، وأبو الغنائم محمد بن علي النرسي، ومحمد بن علي بن عياش الدبّاس، وأبو علي البرداني، وقراتكين بن الأسعد، وأبو المواهب أحمد بن محمد بن ملوك، وشجاع الذُّهلي، وهبة الله بن الحُصين، وأبو غالب أحمد ابن البناء، وأبو بكر قاضي المارستان، وهو آخر من سمع منه.
وآخر من روى عنه بالإجازة أبو منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون.