الحيطان، ويصيح لفرط الآلام، ويعدو ساعات كثيرة إلى أن مات.
وذكر أبو الحسن محمد بن أحمد ابن القواس في تاريخه أن المعتضد غضب على أحمد بن الطيب في سنة ثلاث وثمانين ومائتين، وضربه مائة سوط، وسجنه، وأهلك في المحرم أو صفر سنة ست وثمانين.
٦١١ - أبو جعفر ابن الكرنبي الزاهد. من كبار صوفية بغداد.
قال الخطيب: تأدب به خلق.
حكى عنه الجنيد، وغيره.
قال صاحبه أبو الحسن بن الحباب: أوصى الشيخ لي بمرقعته، فوزنت فرد كم منها، فكان أحد عشر رطلاً.
٦١٢ - أبو حمزة الخراساني الزاهد.
شيخ الصوفية، من أقران الجنيد.
ذكره السلمي وقال: أظن أن أصله جوزجاني وقيل: كان نيسابورياً، ثم قال: سمعت محمد بن الحسن المخرمي يقول: سمعت ابن المالكي يقول: قال أبو حمزة الخراساني: حججت فبينا أنا أمشي وقعت في بئر، فقلت: والله، لا أستغيث إلا بالله. فمر رجلان فقالا: نسد هذا البئر في هذه الطريق. فأتوا بقصب وبارية، فهممت أن أصيح فقلت: إلى من هو أقرب إليك منهما، وسكنت، قال: فإذا بشيء قد جاء فكشف البئر، ودلى رجله في البئر، وكأنه يقول في همهمته: تعلق بي. فتعلقت به، فأخرجني، فإذا هو سبع، فهتف بي هاتف: يا أبا حمزة أليس ذا أحسن؟ نجيناك من التلف بالتلف.
توفي أبو حمزة سنة تسعين ومائتين.
قلت: مر مثل هذه الحكاية في ترجمة أبي حمزة البغدادي، فالله أعلم أي الرجلين صاحبها.