قلت: قرأ عليه أبو العز القلانسي بروايات كثيرة، وجميع كتابيه الكفاية والإرشاد مدارهما على أبي علي، وفيهما أنه قرأ على الحسن بن محمد بن يحيى بن داود ابن الفحام، والقاضي أحمد بن عبد الله بن عبد الكريم، وأبي أحمد عبيد الله بن أبي مسلم الفرضي، وأبي العلاء محمد بن علي بن يعقوب الواسطي، وأبي القاسم بكر بن شاذان الواعظ، والقاضي أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن الحسين الجعفي الهرواني، وأبي الحسين محمد بن جعفر بن محمد بن هارون التميمي النحوي شيخ كوفي، والحسن بن علي بن بشار السابوري البصري، وعلي بن موسى الصابوني البغدادي، والحسن بن ملاعب الحلبي، وجماعة مذكورين في الكتابين أكبرهم أبو القاسم عبيد الله بن إبراهيم مقرئ أبي قرة؛ قرأ عليه لأبي عمرو في سنة تسع وثمانين وثلاثمائة، وأخبره أنه قرأ على ابن مجاهد.
ونبه على هذا الشيخ أيضا أبو سعد السمعاني، ثم قال: قال هبة الله بن المبارك السقطي: كنت أحد من رحل إلى أبي علي غلام الهراس، فألفيت شيخا عالما فهما، صالحا، صدوقا، متيقظا، مسندا، نبيلا، وقورا. قال: ووجدت بخط أحمد بن خيرون الأمين: غلام الهراس كان مقرئا، غير أنه خلط في شيء من القراءات، وادعى إسنادا في شيء لا حقيقة له، وروى عجائب. ولد سنة أربع وسبعين وثلاثمائة. قال: وتوفي يوم الجمعة سابع جمادى الأولى سنة ثمان وستين بواسط.
قلت: هذا أصح مما ورخ خميس.
قال الحافظ ابن عساكر: روى عنه مكي الرميلي وجماعة، وأجاز لجماعة من شيوخنا.
وقال ابن السمعاني: قرأ بالأمصار، وسافر في طلب إسناد القراءات، وأتعب نفسه في التجويد والتحقيق حتى سار طبقة العصر، ورحل إليه الناس من الأقطار.
قلت: وممن قرأ عليه علي بن علي بن شيران، وأبو المجد محمد بن