عن عبد الصمد بن عبد الوارث، وأبي النضر هاشم، وروح بن عبادة، ويزيد بن هارون، وطبقتهم. وعنه البخاري، والترمذي، وأبو بكر بن أبي داود، وأبو قريش محمد بن جمعة، وابن خزيمة، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وآخرون.
قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه في سنة أربع وخمسين مع أبي، وهو صدوق.
وقال ابن قانع: توفي سنة سبع وخمسين.
٤٢١ - محمد المعتز بالله، أمير المؤمنين أبو عبد الله. وقيل: اسمه الزبير ابن المتوكل على الله جعفر ابن المعتصم بالله محمد ابن الرشيد بالله هارون الهاشمي العباسي.
ولد سنة اثنتين وثلاثين ومائتين، ولم يل الخلافة قبله أحد أصغر منه. وكان أبيض جميلاً مشرباً بالحمرة، حسن الجسم، بديع الحسن.
قال علي بن حرب الطائي، وهو أحد شيوخ المعتز بالله في الحديث: دخلت على المعتز فما رأيت خليقة أحسن منه.
وأمه أم ولد رومية. بويع عند عزل المستعين سنة اثنتين وخمسين ومائتين، وهو ابن تسع عشرة سنة، في أول السنة.
فلما كان في رجب خلع أخاه المؤيد بالله من ولاية العهد، وكتب بذلك إلى الآفاق. فلم يلبث المؤيد إلا أياماً حتى مات. وخشي المعتز بالله أن يتحدث عنه أنه قتله أو احتال عليه، فأحضر القضاة حتى شاهدوه وليس به أثر. فالله أعلم.
وأما نفطويه فقال: كانت خلافته أربع سنين وستة أشهر وأربعة عشر يوماً، منها بعد خلع المستعين ثلاث سنين وستة أشهر وثلاثة وعشرين يوماً. ومات عن أربع وعشرين سنة.
وقال غيره: مات عن ثلاث وعشرين سنة.
وكان المعتز بالله مستضعفاً مع الأتراك، فاتفق أن جماعة من كبارهم أتوه وقالوا: يا أمير المؤمنين أعطنا أرزاقنا لنقتل صالح بن وصيف. وكان المعتز يخافه، فطلب من أمه مالاً لينفقه فيهم، فأبت عليه وشحت نفسها، ولم يكن بقي في بيت الأموال شيء، فاجتمع الأتراك حينئذ واتفقوا على خلعه،