وقال أحمد بن عبيد: شاورني يعقوب في منادمة المتوكل، فنهيته، فحمل قولي على الحسد ولم ينته.
وقال غيره: كان إليه المنتهى في اللغة.
وروى المبرد، عن المازني، قال: كنت عند ابن الزيات الوزير، وعنده يعقوب بن السكيت، فقال: سل أبا يوسف عن مسألة، فكرهت ذلك، ودافعت لكونه صاحبي. فألح علي الوزير، فاخترت مسألة سهلة، فقلت له: ما وزن نكتل؟ فقال: نفعل. فقلت: يكون ماضيه كتل؟ فقال: لا، بل وزنه نفتعل. قلت: فيكون أربعة أحرف بوزن خمسة؟ فخجل وسكت. فقال الوزير: وإنما تأخذ كل شهر ألفي درهم، ولا تحسن ما وزن نكتل؟ فلما خرجنا قال لي: هل تدري ما صنعت بي؟ قلت: والله لقد قاربتك جهدي.
قال ثعلب: أجمع أصحابنا أنه لم يكن بعد ابن الأعرابي أعلم باللغة من ابن السكيت. وكان المتوكل ألزمه تأديب ولديه المعتز وأخيه.
قلت: ولابن السكيت شعر جيد سائر.
توفي سنة أربع وأربعين. وأكثر الملوك يحشرون مع قتلة الأنفس.
٦٠٥ - يعقوب بن إسماعيل بن حماد بن زيد بن درهم البصري، قاضي المدينة.
سمع سفيان بن عيينة، ويحيى القطان. وعنه حفيده أبو عمر محمد بن يوسف بن يعقوب، لقنه حديثا واحدا؛ وابنه يوسف، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وعبد الله بن ناجية، وقاسم المطرز.
قال أبو حاتم: صدوق.
وقال غيره: توفي على قضاء فارس سنة ست وأربعين هناك.
٦٠٦ - ق: يعقوب بن حميد بن كاسب المدني، نزيل مكة.
عن إبراهيم بن سعد، وعبد العزيز بن أبي حازم، وعبد الله بن وهب، وخلق. وعنه ابن ماجه، وأبو بكر بن أبي عاصم، وإسماعيل القاضي، والبخاري في غير الصحيح، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وآخرون.