ضعف أمره، وشغب عليه جنده، وأنه لو كان على بغداد لضبط الملك بخلاف الحسن بن سهل، وقد تنوسي طاهر بالرقة لا يستعان به في شيء من هذه الحروب، ثم سألوا المأمون الخروج إلى العراق، فإن بني هاشم والقواد لو رأوا غرتك سكنوا وأذعنوا بالطاعة. فنادى بالمسير إلى العراق.
ولما علم الفضل بن سهل بشأنهم تعنتهم حتى ضرب البعض وحبس البعض، فعاود علي الرضا المأمون في أمرهم، وذكره بضمانه لهم، فذكر المأمون أنه يداري ما هو فيه.
ثم ارتحل من مرو وقدم سرخس، فشد قوم على الفضل بن سهل وهو في الحمام فضربوه بالسيوف حتى مات في ثاني شعبان، وكانوا أربعة من حشم المأمون: غالب الشعوذي الأسود، وقسطنطين الرومي، وفرج الديلمي، ومرافق الصقلبي، فعاش ستين سنة، وهرب هؤلاء، فجعل المأمون لمن جاء بهم عشرة آلاف دينار. فجاء بهم العباس بن الهيثم الدينوري، فقالوا للمأمون: أنت أمرتنا بقتله، فضرب أعناقهم، وقد قيل: إنهم اعترفوا أن علي ابن أخت الفضل بن سهل دسهم.
ثم إنه طلب عبد العزيز بن عمران، وعلي ابن أخت الفضل، وخلفا المصري، ومؤنسا، فقررهم، فأنكروا. فلم يقبل ذلك منهم، وضرب أعناقهم أيضا، وبعث برؤوسهم إلى واسط، إلى الحسن بن سهل، وأعلمه بما دخل عليه من المصيبة بقتل الفضل، وأنه قد صيره مكانه، فتأخر عن المسير ليحصل مغل واسط. ورحل المأمون نحو العراق.
وكان عيسى بن محمد، وأبو البط، وسعيد يواقعون عسكر الحسن كل وقت.
وأما المطلب بن عبد الله فإنه قدم من المدائن من عند إبراهيم، واعتل بأنه مريض، وأخذ يدعو في السر للمأمون، على أن يكون منصور ابن المهدي خليفة للمأمون ويخلعون إبراهيم. فأجابه إلى ذلك منصور ابن المهدي وخزيمة بن خازم وطائفة، فكتب إلى حميد بن عبد الحميد، وعلي بن هشام أن يتقدما إلى نهر صرصر والنهروان. ففهم إبراهيم بن المهدي حركتهم، فطلب بغداد وبعث إلى المطلب ومنصور وحميد وخزيمة ليحضروا. فتعللوا على الرسول،