٢٠٤ - محمد ابن القاضي أبي يعلى محمد بن الحسين بن محمد بن خلف، الفقيه القاضي أبو الحسين البَغْداديُّ الحنبليُّ، ابن الفرَّاء.
ولد في شعبان سنة إحدى وخمسين، وسمع أباه، وعبد الصَّمد ابن المأمون، وأبا بكر الخطيب، ومحمد بن علي ابن المُهْتَدي بالله، وأبا جعفر ابن المُسْلِمَة، وهنَّاد بن إبراهيم النَّسفي، وأبا الحسين ابن النَّقُّور، وآخرين، وأجاز له أبو محمد الجوهري. وتفقه بعد موت والده، وبرع في المذهب، ودرَّس، وناظر، وصنَّف، وكان متشدِّدًا في السُّنة يرجع إلى فضل وتمييز، جمع كتاباً كبيراً في طبقات أصحاب أحمد.
روى عنه أبو القاسم ابن عساكر، وأبو موسى المديني، وتمَّام بن عمر بن الشَّنَّاء، وذاكر الله بن إبراهيم الحربي، ومظفر بن إبراهيم البرني، وعليّ بن عمر الواعظ، وعبد الله بن محمد، بن عُليَّان، ومحمد بن غنيمة بن القاق، وآخرون.
أُنبئتُ عن حمَّاد أنَّه سمع السِّلفي يقول: كان أبو الحسين متعصِّبًا في مذهبه، وكان كثيراً ما يتكلَّم في الأشاعرة ويقول فيهم ويسمعهم، وكان لا تأخذه في الله لومة لائم، وله تصانيف في مذهبه، سمعنا منه، وكان ديِّنًا ثقة ثَبْتًا.
وقال ابن النَّجَّار: تميَّز وصنَّف في الأصولين والخلاف والمذهب، وكان متديِّنًا، جميل الطَّريقة، محمود السِّيرة، ثقة، صدوقاً.
وقال أبو نصر اليونارتيُّ: سمعت أبا الحسين ابن الفرَّاء يقول: أوَّل ما حدَّثت كان لي عشرون سنة، قرأ عليَّ أبو الحسن القرشي الهكَّاري الصُّوفي شيئاً من تصنيف أبي.
وقال ابن الجوزي: كان له بيت في داره بباب المراتب، يبيت وحده، فعلم به بعض مَنْ كان يخدمه ويتردد إليه بأنَّ له مالاً، فدخلوا عليه ليلاً فذبحوه، وأخذوا المال ليلة عاشوراء، ثم وقعوا وقُتِلُوا.