٣٦٨ - ع: يزيد بن أبي حبيب الفقيه، أبو رجاء الأزدي. مولاهم المصري، أحد الأعلام وشيخ تلك الناحية
وكان أسود حبشياً. قال ابن لهيعة: ولد تقريباً في سنة ثلاث وخمسين، سمعته يقول: كان أبي من أهل دنقلة، ونشأت بمصر وهم علوية فقلبتهم عثمانية.
قلت: روى عن عبد الله بن الحارث بن جزء، وأبي الطفيل، وإبراهيم بن عبد الله بن حنين، وسعيد بن أبي هند، وعراك بن مالك، وعلي بن رباح، وخلق كثير، حتى إنه روى عن تلامذته. وعنه سعيد بن أبي أيوب، وحيوة بن شريح، ويحيى بن أيوب، وابن إسحاق، والليث بن سعد، وابن لهيعة، وطائفة.
قال أبو سعيد بن يونس: كان مفتي أهل مصر، وكان حليماً عاقلاً، وهو أول من أظهر العلم، والمسائل، والحلال، والحرام بمصر، وقبل ذلك كانوا يتحدثون في الترغيب، والملاحم والفتن.
وقال الليث: هو عالمنا وسيدنا.
يقال: إنه ولد في إمرة معاوية.
وقال الليث: حدثنا عبيد الله بن أبي جعفر، ويزيد بن أبي حبيب، وهما جوهرتا البلاد: كانت البيعة إذا جاءت لخليفة كان أول من يبايع عبيد الله، ثم يزيد، ثم الناس.
وقال ابن لهيعة: كان يزيد كأنه فحمة.
وقال ابن وهب: قيل لعمرو بن الحارث: أيهما كان أفضل يزيد بن أبي حبيب أو عبيد الله بن أبي جعفر؟ قال: لو جعلا في ميزان ما رجح هذا على هذا.
وقال ابن لهيعة: مرض يزيد بن أبي حبيب فعاده حوثرة بن سهيل أمير مصر، فقال: يا أبا رجاء ما تقول في الصلاة في ثوب فيه دم البراغيث؟