قال ابن عساكر: كان بارعًا في العربية، وحسن الخط والشعر، حسن التلاوة، كثير الصيام، بطلا شجاعًا، نسخ بخطه سبعين ختمة، حدثني ابنه الأمير محمد، قال: لما مات عمي صاحب شيزر أبو المرهف نصر بن علي أوصى بشيزر لأبي، فقال: والله، لا وليتها، ولأخرجن من الدنيا كما دخلت إليها، فولاها أخاه أبا العشائر سلطان بن علي.
ومن شعر مرشد:
لنا منك يا سلمى عذابٌ وتعذيب وجفنٌ قريحٌ دمعه فيك مسكوب ووعدٌ كوعد الدهر للبحر بالغنى ولكنه بالمين والمطل مقطوب وهي قصيدة طويلة.
قال أبو المغيث بن مرشد: كنت عند أبي وهو ينسخ مصحفًا، ونحن نتذاكر خروج الفرنج الروم، فرفع المصحف، وقال: اللهم بحق من أنزلته عليه، إن قضيت بخروج الروم فخذ روحي ولا أراهم. فمات في رمضان سنة إحدى وثلاثين بشيزر، ونازلتها الروم في شعبان سنة اثنتين وثلاثين، ونصبوا عليها ثمانية عشر منجنيقًا، ثم رحلوا عنها بعد حصار أربعةٍ وعشرين يومًا.
٥١ - مكي بن الحسن بن المعافى، أبو الحرم السلمي الجبيلي.
سمع: أبا القاسم بن أبي العلاء، ومقاتل بن مطكود، وقال: إنه سمع بطرابلس كتاب الشهاب من مصنفه، وولد بجبيل سنة أربعين، أو قبلها، روى عنه: الحافظان السلفي، وابن عساكر.
وتوفي في جمادى الأولى وكان كثير التلاوة في المصحف، متين الديانة، صالحًا.
٥٢ - نصر بن الحسين بن الحسن، أبو القاسم ابن الخبازة، البغدادي، الحنبلي، المقرئ.
قرأ بالروايات على عبد القاهر العباسي صاحب الكارزيني، وعلى يحيى بن أحمد السيبي صاحب الحمامي، وسمع من: طراد الزينبي، وجماعة.