وله تفسيرٌ فيه أشياء عجيبة الأسلوب. ولم أتحقق بعد ما كان ينطوي عليه من العقد. غير أنه تكلم في علم الحروف والأعداد وزعم أنه استخرج علم وقت خروج الدجال، ووقت طلوع الشمس من مغربها، ويأجوج ومأجوج. وتكلم ووعظ بحماة. وصنف في المنطق، وفي الأسماء الحسنى، وغير ذلك. وله عبارةٌ حلوة إلى الغاية وفصاحةٌ وبيان. ورأيت شيخنا المجد التونسي يتغالى في تفسيره، ورأيت غير واحدٍ معظماً له، وجماعةً يتكلمون في عقيدته. وكان من أحلم الناس بحيث يضرب به المثل. وكان نازلاً عند قاضي حماة ابن البارزي رحمه الله.
حكى لنا القاضي شرف الدين ابن البارزي: أنه تزوج بحماة، قال: وكانت زوجته تؤذيه وتشتمه وهو يتبسم ويدعو لها. وأن رجلاً راهن جماعةً على أن يحرجه، فقالوا: لا تقدر، فأتاه وهو يعظ وصاح، وقال: أنت كان أبوك يهودياً وأسلم! فنزل من الكرسي إليه، فاعتقد الرجل أنه غضب وأنه تم له ما رامه حتى وصل إليه، فقلع فرجيةً عليه وأعطاه إياها، وقال: بشرك الله بالخير الذي شهدت لأبي بأنه مات مسلماً.
وكان شيخنا ابن تيمية، وغيره يحط على كلامه ويقول: تصوفه على طريقة الفلاسفة.
٤٨٩ - علي بن حازم البغدادي المقرئ، هو الشيخ علي الأبله.
كان آيةً في حفظ القرآن وجودة أدائه. وكان من تمكنه من حفظ القرآن يقرأ السورة معكوسة الآيات كأسرع ما يكون. وكان فيه بله في حديثه وحركاته.
كان يقرأ عليه إنسان فحركه فوجده ميتاً.
٤٩٠ - علي بن معالي العلامة، شيخ النحو ابن الباقلاني الحلي المتكلم الحنفي ثم الشافعي.
من فضلاء زمانه ببغداد. وله نظمٌ. كبر وشاخ. توفي سنة سبعٍ.