للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤١٣ - المعافى بن زكريا بن يحيى بن حميد القاضي، أبو الفرج النهرواني المعروف بابن طرارا الفقيه الجريري، نسبةً إلى مذهب محمد بن جرير الطبري.

سمع أبا القاسم البغوي، وابن أبي داود، وابن صاعد، وأبا سعيد العدوي، وأبا حامد الحضرمي، وخلقا مثلهم ودونهم، فأكثر، وقرأ على ابن شنبوذ، والخاقاني. قرأ عليه: أبو العلاء، محمد بن علي القاضي، وأبو تغلب الملحمي، وأحمد بن مسرور الخباز، ومحمد بن عمر بن زلال النهاوندي. روى عنه أبو القاسم الأزهري، وأبو الطيب الطبري، وأحمد بن علي التوزي، وأحمد بن عمر بن روح، وأبو علي محمد بن الحسين الجازري، وآخرون.

قال الخطيب: كان من أعلم الناس في وقته بالفقه والنحو واللغة وأصناف الأدب، وولي القضاء بباب الطاق، وكان على مذهب ابن جرير، وبلغنا عن أبي محمد البافي الفقيه أنه كان يقول: إذا حضر القاضي أبو الفرج، فقد حضرت العلوم كلها.

قال الخطيب: حدثني أبو حامد الدلويي قال: كان أبو محمد البافي يقول: لو أوصى رجل بثلث ماله أن يدفع إلى أعلم الناس، لوجب أن يدفع إلى المعافى بن زكريا.

قال الخطيب: وسألت البرقاني عن المعافى، فقال: كان أعلم الناس، وكان ثقة، لم أسمع منه.

وذكر أبو حيان التوحدي، قال: رأيت المعافى بن زكريا قد نام مستدبر الشمس في جامع الرصافة، في يوم شات، وبه من أثر الضر والفقر والبؤس أمر عظيم، مع غزارة علمه.

وقال أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي: قرأت بخط المعافى بن زكريا، قال: حججت، فكنت بمنى، فسمعت مناديا ينادي: يا أبا

<<  <  ج: ص:  >  >>