للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال ابن النجار: أخذ البيعة للمكتفي، وكان غائبًا بالرقة، وضبط له الخزائن، فعظم عنده، ولقبه ولي الدولة، فسأل المكتفي أن يزوج ولده محمدا بابنة القاسم، فأجابه، وأمهرها مائة ألف دينار.

قال ابن النجار: كان جوادًا ممدحًا إلا أنه كان زنديقًا فاسد الاعتقاد.

وكان أبو إسحاق الزجاج مؤدبه، فنال في وزارته منه مالًا جزيلًا. كان يقضي أشغالًا كبارًا عنه، فيأخذ عليها، حتى حصل نحوًا من أربعين ألف دينار. وقد أعطاه في دفعة واحدة ثلاثة آلاف دينار.

لم يكمل القاسم ثلاثًا وثلاثين سنة، لا ، فقد كان لعينًا قال الصولي: حدثنا شادي المغني قال: كنت يومًا عند القاسم بن عبيد الله وهو يشرب، فدخل ابن فراس، فقرأ عليه شيئًا من عهد أردشير، فأعجب القاسم، فقال له ابن فراس: هذا والله، وأومأ إلي، أحسن من بقرة هؤلاء وآل عمرانهم. وجعلا يتضاحكان.

وقال الصولي: حدثنا ابن عبدون قال: حدثني الوزير عباس بن الحسن قال: كنت عند القاسم بن عبيد الله، فقرأ قارئ: كنتم خير أمة أخرجت للناس فقال ابن فراس: بنقصان ياء فوثبت فزعًا، فردني الوزير وغمزه، فسكت.

الصولي: حدثنا علي بن العباس النوبختي قال: انصرف ابن الرومي الشاعر من عند القاسم بن عبيد الله، فقال لي: ما رأيت مثل حجة أوردها اليوم الوزير في قدم العالم. وذكر أبياتًا.

قلت: فهذه الأمور دالة على انحلال هذا المعثر.

٣٥٥ - القاسم بن محمد بن حماد الكوفي الدلال. عن: أبي بلال الأشعري. وعنه: الطبراني (١)، والخلدي، وابن عقدة. وهو ضعيف.

توفي سنة خمس وتسعين، وقيل: سنة تسع وتسعين.

. ومن شيوخه قطبة بن العلاء، ومخول.


(١) المعجم الصغير (٧٥٤).