فلم يزل إلى أن ملكت الفرنج صيدا، قال أبي: فأظنه قتل بصيدا عندما ملكت الفرنج البلاد، ورأيت من يقول: إنه انتقل إلى دمشق.
قال: وذكره ابن عساكر، فقال: كان جليل القدر، يرجع إليه أهل عقيدته.
قال: وكان عظيم الصلاة والتهجد، لا ينام إلا بعض الليل، وكان صمته أكثر من كلامه.
قلت: لم أره في تاريخ ابن عساكر، وحكى أبو اللطيف الداراني، قال: ما استيقظت من الليل قط إلا وسمعت حسه بالصلاة، وبالغ في وصفه، وحكى له كرامة، وحكى الراشدي تلميذه قال: جمع ابن عمار بين أبي الفضل وبين مالكي فناظره في تحريم الفقاع، وكان الشيخ جريئًا فصيحًا، فنطق بالحجة ووضح دليله، فانزعج المالكي وقال: كلني كلني، فقال: ما أنا على مذهبك، أراد أن مذهبه جواز أكل الكلب.
وقال له ابن عمار يومًا: ما الدليل على حدث القرآن؟ قال: النسخ، والقديم لا يتبدل ولا يدخله زيادة ولا نقص.
وقال له آخر: ما الدليل على أنا مخيرون في أفعالنا؟ قال: بعثة الرسل، وقال له أبو الشكر بن عمار: ما الدليل على المتعة؟ قال: قول عمر: متعتان كانتا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنا أنهى عنهما، فقبلنا روايته، ولم نقبل قوله في النهي.
قلت: هلا قبلت رواية إمامك علي في النهي عن متعة النساء؟!.
٤٤٥ - حَمْد بن عليّ، أبو شُكر الحبَّال الأصبهانيُّ.
سمع ابن ريذة. من شيوخ أبي موسى.
٤٤٦ - خَجَستة بنت علي بن أبي ذر الصَّالحانية الواعظة، أمُّ الرَّجاء.
روت عن ابن ريذة. وعنها أبو موسى، وداود بن نظام الملك، ومحمد بن أحمد الفارفاني، وناصر الويرج.
٤٤٧ - سليمان الشَّاطبيُّ ويعرف بالبَيْغيِّ، نزيل سَبْتَة.
روى عن أبي عمر بن عبد البر، وأبي العبَّاس العُذْري. حمل عنه القاضي