للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن العرجاء. وكان عدلًا خيرًا، موصوفًا بالإتقان، متقللًا، منقبضًا عن الناس، بضاعته حمل الآثار مع مشاركته في الأدب وغيره. وقد كتب للأمير أبي إسحاق ابن تاشفين، وامتحن معه لما نكب، وأخذت كتبه. وقد أراده أبو العباس ابن الخلال على القضاء فامتنع، ولزم باديته بخارج مرسية إلى أن رغب إليه بأخرة، فقعد للإسماع، وتنافسوا في الرواية عنه. وروى عنه جلة من شيوخنا. وتوفي بالذبحة، وله ست وسبعون سنة.

٢٢٨ - عبد الرحيم بن أبي الوفاء علي بن أبي طالب حمد بن عيسى بن عبد الوهاب بن المرزبان، أبو مسعود الأصبهاني، الحاجي، الحافظ، المعدل، سبط غانم البرجي.

سمع من جده غانم، وأبي علي الحداد، وجماعة. ورحل إلى نيسابور فسمع من أبي بكر عبد الغفار الشيرويي، وإلى بغداد فسمع من أبي القاسم ابن الحصين، وأبي العز بن كادش، وطائفة.

قال ابن السمعاني في ترجمته: شاب كيس، متودد، حسن السيرة، له أنسة بالحديث، وهو أحد الشهود المعدلين.

قلت: وسمع منه أبو القاسم ابن عساكر المعجم الكبير للطبراني، وله جزء وفيات شيوخه ومن بعدهم من الأصبهانيين، سمعناه بإجازة كريمة منه (١). وأجاز أيضًا لابن اللتي. وحدث عنه أيضًا الحافظ عبد القادر الرهاوي، وغيره. وتوفي في الثاني والعشرين من شوال عن بضع وسبعين سنة.


(١) هو أول كتاب حققته في حياتي بالاشتراك مع أستاذي العلامة الدكتور أحمد ناجي القيسي، ونشرناه في العدد التاسع من مجلة كلية الآداب بجامعة بغداد سنة ١٩٦٦ م وأهديناه إلى أستاذنا محقق عصره العلامة الدكتور مصطفى جواد طيَّب الله ثُراه، ثم سرقه أحد الناشرين ببيروت فطبعه. وأصل الجزء من محفوظات المكتبة الظاهرية بدمشق ضمن مجموع برقم ٩٤ (الورقة ٢٦٧ - ٢٧٣). وقد أشار المصنف إلى أنه سمعه بإجازة كريمة فنقل منه في هذا الكتاب الكثير. والنسخة التي وصلت إلينا هي من رواية العالم المشهور عبد القادر بن عبد الله الفهمي الرهاوي "٥٣٦ - ٦١٢ هـ". وسمعه من الرهاوي سنة ٥٩٤ هـ زين الدين أبو العباس أحمد بن عبد الدائم المقدسي الصالحي الحنبلي المولود سنة ٥٧٥ هـ والمتوفي سنة ٦٦٨ هـ.