أخبرنا أحمد بن سلامة كتابة، عن أبي الفضائل الكاغدي، قال: أخبرنا أبو علي الحداد، قال: أخبرنا أبو نعيم، قال: حدثنا أحمد بن جعفر، قال: حدثنا أحمد بن علي الأبار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم، قال: حدثنا سفيان قال: دخلت على العمري الصالح، فقال: ما أحد يدخل علي أحب إلي منك، وفيك عيب، قلت: ما هو؟ قال: حب الحديث، أما إنه ليس من زاد الموت أو من أبزار الموت.
وقال أبو المنذر إسماعيل بن عمر: سمعت أبا عبد الرحمن العمري الزاهد يقول: إن من غفلتك عن نفسك إعراضك عن الله بأن ترى ما يسخطه، فتجاوزه، ولا تأمر، ولا تنهى خوفا ممن لا يملك لك ضرا ولا نفعا، من ترك الأمر بالمعروف من مخافة المخلوقين نزعت منه الهيبة، فلو أمر بعض ولده لاستخف به.
قال محمد بن حرب المكي: قدم العمري فاجتمعنا إليه، فلما نظر إلى القصور المحدقة بالكعبة نادى بأعلى صوته: يا أصحاب القصور المشيدة اذكروا ظلمة القبور الموحشة، يا أهل التنعم والتلذذ اذكروا الدود والصديد، وبلاء الأجسام في التراب، ثم غلبته عينه فقام.
أخبرنا إسحاق الأسدي، قال: أخبرنا ابن خليل، قال: أخبرنا الكاغدي، قال: أخبرنا أبو علي، قال: أخبرنا أبو نعيم، قال: حدثنا سليمان بن أحمد، قال: حدثنا إسحاق الخزاعي، قال: حدثنا الزبير بن بكار، قال: حدثنا سليمان بن محمد بن يحيى قال: سمعت عبد الله بن عبد العزيز العمري يقول: قال لي موسى بن عيسى: ينهى إلى المؤمنين أنك تشتمه وتدعو عليه، فبأي شيء استجزت ذلك؟ قلت: أما شتمه فهو - والله - أكرم علي من نفسي، لقرابته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأما الدعاء عليه فوالله ما قلت اللهم إنه قد أصبح عبئا ثقيلا على أكتافنا، ولا تطيقه أبداننا، وقذى في جفوننا، لا تطرف عليه جفوننا، وشجى في أفواهنا لا تسيغه حلوقنا، فاكفنا مؤونته، وفرق بيننا وبينه، ولكن قلت: اللهم إن كان تسمى بالرشيد ليرشد فأرشده، أو لغير ذلك فراجع به، اللهم إن