١٠٤ - عبد العزيز بن عبد الصمد، أبو محمد ابن الخرزي. الطبيب المصري.
حدث عن: البوصيري، وغيره. وكان يطب الفقراء ويؤثرهم بالأشربة.
١٠٥ - عبد العزيز بن عبد الواحد بن إسماعيل قاضي القضاة بدمشق، رفيع الدين، أبو حامد الجيلي، الشافعي، الذي فعل بالناس الأفاعيل.
كان فقيهاً فاضلاً، متكلماً، مناظراً، متفلسفاً، رديء العقيدة معثراً. قدم الشام، وولي قضاء بعلبك في أيام صاحبها الملك الصالح إسماعيل، ووزيره أمين الدولة السامري، فنفق عليهما، فلما انتقلت نوبة السلطنة بدمشق إلى إسماعيل ولاه القضاء، فاتفق هو وأمين الدولة في الباطن على المسلمين، فكان عنده شهود زور قد استعملهم ومدعون زور. فيحضر الرجل إلى مجلسه من المتمولين فيدعي عليه المدعي بأن له في ذمته ألف دينار أو ألفي دينار، فيبهت الرجل ويتحير وينكر، فيقول المدعي: لي شهود؛ ويحضر أولئك الشهود فيلزمه الحكم، ثم يقول: صالح غريمك؛ فيصالحه على النصف أو أكثر أو أقل، فاستبيحت للناس أموال لا تحصى بمثل هذه الصورة.
وفي جريدة صدر الدين عبد الملك بن عساكر بخطه أن القاضي الرفيع دخل من توجهه إلى بغداد رسولاً، وخرج لتلقيه الوزير أمين الدولة والمنصور ابن السلطان إسماعيل. ودخل في زخم عظيم وعليه خلعة سوداء وعلى جميع أصحابه. فقيل: إنه لم يدخل بغداد ولا أخذت منه رسالته، ورد واشترى الخلع من عنده لأصحابه. وشرع الملك الصالح في مصادرة الناس على يد الرفيع الجيلي. وكتب إلى نوابه في القضاء يطلب منهم إحضار ما تحت أيديهم من أموال اليتامى. فهذا القاضي ما ولي قاض مثله. كان يسلك طريق الولاة ويحكم بالرشوة، ويأخذ من الخصمين، ولا يعدل أحداً إلا بمال، ويأخذ ذلك جهراً، وفسقه ظاهر. وقد استعار أربعين طبقاً ليهدي فيها هدية إلى صاحب حمص فلم يردها. فنسي الناس بأفعاله جور الولاة وأصحاب الشرط.