وقال أبو خلدة: قال أبو العالية: لما كان زمان علي ومعاوية وإني لشاب، القتال أحب إلي من الطعام الطيب، فتجهزت بجهاز حسنٍ حتى أتيتهم، فإذا صفان ما يرى طرفاهما، إذا كبر هؤلاء كبر هؤلاء، وإذا هلل هؤلاء هلل هؤلاء، فراجعت نفسي، فقلت: أي الفريقين أنزله كافرا، ومن أكرهني على هذا، فما أمسيت حتى رجعت وتركتهم.
وقال عاصم الأحول: كان أبو العالية إذا جلس إليه أكثر من أربعة قام وتركهم.
وقال معمر، عن عاصم، عن أبي العالية، قال: أنتم أكثر صلاة وصياما ممن كان قبلكم، ولكن الكذب قد جرى على ألسنتكم.
قال أبو حاتم: حدثنا حرملة، قال: سمعت الشافعي يقول: حديث أبي العالية الرياحي رياح، وقال أبو حاتم: يعني الذي يُروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الضحك في الصلاة أن على الضاحك الوضوء.
وقال أبو بكر بن أبي داود: ليس أحدٌ بعد الصحابة أعلم بالقرآن من أبي العالية، وبعده سعيد بن جبير.
قال أبو خلدة: توفي سنة تسعين في شوال.
وقال البخاري وغيره: سنة ثلاثٍ وتسعين.
وقال المدائني: سنة ستٍ ومائة.
٢٦٧ – ع: أبو العباس، الشاعر المكي، الأعمى، اسمه السائب بن فروخ، وهو والد العلاء.
سمع عبد الله بن عمرو، وابن عمر. وعنه عطاء، وعمرو بن دينار، وحبيب بن أبي ثابت.
وهو قديم الوفاة، وثقه أحمد بن حنبل، وله حديثان أو ثلاثة.