كذا سمّاه أبو المواهب بن صصرى، وهذا هو أبو زيد أحمد بن نصر المذكور آنفًا. وقال: توفي في شعبان بدمشق وقد جاوز السبعين، وكان ذا فنون وذا خبرة بمقالة الأشعري.
روى عن عبد الكريم بن حمزة، وجمال الإسلام وتفقه عليه مدة.
قال البهاء ابن عساكر: كان شديد التعصّب في مذهب الحق، وهو زيد أبو القاسم الحموي، ثم تسمّى بأحمد، وتكنّى بأبي زيد.
قلت: روى عنه أبو القاسم بن صصرى.
١١٠ - سعد بن محمد بن سعد بن صيفي، شهاب الدين، أبو الفوارس، التميمي الشاعر المشهور، الملقّب بالحيص بيص، ومعناهما: الشدّة والاختلاط.
قيل: إنه رأى الناس في شدّة وحركة، فقال: ما للناس في حيص بيص؟ فلزمه ذلك.
وكان من فضلاء العالم، تفقه في مذهب الشافعي بالري على القاضي محمد بن عبد الكريم الوزّان، وتكلم في مسائل الخلاف.
وذكره ابن السمعاني في ذيله فقال: كان فصيحًا، حسن الشعر.
وذكره ابن أبي طيئ في تاريخ الشيعة فقال: شاعر فاضل، بليغ، وافر الأدب، عظيم المنزلة في الدولتين العباسية والسلجوقية، وكان ذا معرفة تامة بالأدب، ونفاذ في اللغة، وحفظ كثير للشعر، وكان إمامًا في الرأي، حسن العقيدة. حدّثني عبد الباقي بن زريق الحلبي الزاهد قال: رأيته واجتمعت به فكان صدرًا في كل علم، عظيم النفس، حسن الشارة، يركب الخيل العربية الأصيلة ويتقلّد بسيفين، ويحمل خلفة الرمح، ويأخذ بنفسه بمآخذ الأمراء، ويتبادى في لفظه، ويعقد القاف، وكان أفصح من رأيت. وكان يناظر على رأي الجمهور.