ولد سنة اثنتين وخمسين ظناً. وقدم دمشق وهو شابٌ فسمع بها من الإمام أبي سعد بن عصرون، ويحيى الثقفي، وأحمد بن حمزة ابن الموازيني. ولازم بهاء الدين القاسم ابن عساكر وسمع منه بدمشق وبمصر فأكثر عنه. ثم رحل إلى أصبهان فسمع من أبي المكارم اللبان، ومحمد بن أبي زيد الكراني، وأبي جعفر الصيدلاني، وجماعةٍ. ووصل إلى نيسابور، فسمع من أبي سعد الصفار، وعبد الرحيم ابن الشعري وأخته زينب. ورحل إلى مصر، فسمع من البوصيري، وغيره.
وعني بالحديث، وكتب الكثير، وخطه رديءٌ، وكان من أهل الفضل والدين. سكن إربل وولي مشيخة دار الحديث بها. وخرج مجاميع وفوائد. فلما أخذت الكفرة التتار إربل، نزح إلى حلب وأقام بها إلى حين وفاته.
روى عنه محيي الدين ابن سراقة، وشهاب الدين القوصي، ومجد الدين ابن العديم، وظهير الدين محمودٌ الزنجاني. وبالإجازة القاضي تقي الدين الحنبلي، والفخر ابن عساكر، وأبو نصر ابن الشيرازي.
توفي بدلٌ في خامس جمادى الأولى.
وكان - مع كثرة طلبه - مزجى البضاعة.
٣٩٧ - جعفر بن علي بن أبي البركات هبة الله بن جعفر بن يحيى بن أبي الحسن بن منير بن أبي الفتح، أبو الفضل الهمداني الإسكندراني المقرئ المجود المحدث الفقيه المالكي.
ولد في عاشر صفر سنة ستٍ وأربعين وخمسمائة.
وقرأ الفقه، وقرأ بالروايات للسبعة، ويعقوب على الإمام الصالح أبي القاسم عبد الرحمن بن خلف الله بن عطية القرشي الإسكندراني المؤذن صاحب ابن الفحام.
ثم سمع الحديث وله أربعٌ وعشرون سنة من السلفي. ونسخ، وقابل، وحصل الفوائد. وسمع من أبي محمد العثماني، وأحمد بن جعفر الغافقي، وأبي يحيى اليسع بن عيسى بن حزم الغافقي، وأبي الطاهر بن عوف الزهري، وعبد الواحد بن عسكر، وابن عطية شيخه، والقاضي محمد بن عبد الرحمن الحضرمي، وغيرهم. وأجاز له جماعةٌ كثيرة من الأندلس، وأصبهان، وهمذان.