وتوفي ولد المسترشد بالله الكبير، ثم الصغير بالجدري، فبكى عليه المسترشد بالله حتى أغمي عليه.
وقبض على ابن كمونة وصودر، وأخذ منه مال كثير.
وفيها كان على إمرة الموصل مسعود ابن السلطان ملكشاه، وله أربع عشرة سنة، وأتابكه جيوش بك، ووزيره فخر الملك أبو علي بن عمار صاحب طرابلس.
وفيها خلع على دبيس بن مزيد جبة، وفرجية، وطوق، وعمامة، وفرس، وسيف، ومنطقة ولواء، وحمل ذلك إليه نقيب النقباء ونجاح، وكان يومًا مشهودًا.
وصرف عن الحجابة أبو جعفر ابن الدامغاني، وولي أبو الفتوح بن طلحة.
وفيها ولي شحنكية بغداد آقسنقر البرسقي، وعزل مجاهد الدين بهروز الخادم، وتحول بهروز إلى تكريت، وهي له. ثم ولي شحنكية بغداد منكبرس، فحاربه البرسقي بإذن الخليفة، فنصر البرسقي.
ومات الخليفة المستظهر بعد أيام، وبويع المسترشد ولده، فنزل أبو الحسن علي ابن المستظهر في مركب هو وثلاثة نفر، وانحدر إلى المدائن ثم سار إلى الحلة إلى عند دبيس، فأكرمه وخدمه. وأهم ذلك المسترشد، وطلبه من دبيس، فتلطف في المدافعة عنه.
[سنة ثلاث عشرة وخمسمائة]
وفيها انفصل على الحلة الأمير أبو الحسن ابن المستظهر بالله، فمضى إلى واسط، ودعا إلى نفسه، واجتمع معه جيش، وتملك واسط وأعمالها، وجبى الخراج، وشق ذلك على الخليفة، فبعث ابن الأنباري كاتب الإنشاء إلى دبيس، وعرفه. وقال: أمير المؤمنين معول عليك، فأجاب، وجهز صاحب جيشه عنانا في جمع كبير.
فلما سمع أبو الحسن ذلك ترحل من واسط في عسكره ليلًا، فأضلوا الطريق، وساروا ليلهم أجمع حتى وصلوا إلى عسكر دبيس. فلما لاح لهم العسكر انحرف أبو الحسن عن الطريق، فتاه مع عدد من خواصه، وذلك في تموز. ولم يكن معهم ماء، فأشرفوا على التلف، فأدركه