قال ابن السمعاني: كتبت عنه الكثير، وكان يُملي في الجامع الجديد بنيسابور كل جمعة في مكان أخيه زاهر، وكان كخير الرجال، متواضعًا، ألُوفًا، متوددًا، دائم الذِّكر، كثير التلاوة، وصولًا للرحم، تفرّد في عصره بأشياء، ومرض أسبوعًا، وتوفي في ثامن عشر جمادى الآخرة، ودُفن بجنب أبيه وأخيه.
٦٢ - يحيى بن خلف بن النفيس، أبو بكر، المعروف بابن الخَلوف، الغرناطي، المقرئ، الأستاذ.
لقي من القراء: أبا الحسن العبسي، وخازم بن محمد، وأبا بكر بن المفرّج البطليوسي، وأبا القاسم ابن النخاس، وأبا الحسن بن كرز، وعيّاش بن خلف، ومن المحدّثين: ابن الطّلاع، وأبا علي الغساني، وأبا مروان بن سراج، فسمع من بعضهم، وأجاز له سائرهم، وحجّ فسمع صحيح مسلم بمكة من أبي عبد الله الحسين الطبري، ودخل العراق فسمع من: أبي طاهر بن سِوار المقرئ، وبالشام من أبي الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي.
وأقرأ الناس بجامع غرناطة زمانًا، وطال عمره، واشتهر اسمه وحدّث، وأقرأ القراءات، وكان بارعًا فيها، حاذقًا بها، مع التفنن، والحفظ، ومعرفة التفسير، والجلالة والحُرمة.
حدّث عنه: أبو عبد الله النميري - ويقول فيه: يحيى بن أبي سعيد - وأبو بكر بن رزق، وأبو الحسن بن الضحاك، وأبو عبد الله محمد بن عبد الرحيم بن الفرس، وابنه عبد المنعم بن محمد، وابنه عبد المنعم بن يحيى بن الخَلوف، وأبو القاسم القنطري، وأبو محمد بن عُبيد الله الحَجري، وأبو عبد الله بن عروس.
وتوفي بغرناطة في آخر العام، وكان مولده في أول سنة ست وستين وأربعمائة.