أبي نصر السجزي أيهما أحفظ؟ ففضل الخطيب تفضيلاً بيناً.
وقال المؤتمن الساجي: ما أخرجت بغداد بعد الدارقطني أحفظ من أبي بكر الخطيب.
وقال أبو علي البرداني: لعل الخطيب لم ير مثل نفسه.
روى القولين الحافظ ابن عساكر في ترجمته، عن أخيه أبي الحسين هبة الله، عن أبي طاهر السلفي، عنهما.
وقال في ترجمته: سمعت محمود بن يوسف القاضي بتفليس يقول: سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن علي الفيروزآباذي يقول: أبو بكر الخطيب يشبه بالدارقطني ونظرائه في معرفة الحديث وحفظه.
وقال أبو الفتيان عمر الرؤاسي: كان الخطيب إمام هذه الصنعة، ما رأيت مثله.
وقال أبو القاسم النسيب: سمعت الخطيب يقول: كتب معي أبو بكر البرقاني كتاباً إلى أبي نعيم يقول فيه: وقد رحل إلى ما عندك أخونا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت أيده الله وسلمه ليقتبس من علومك، وهو بحمد الله ممن له في هذا الشأن سابقة حسنة، وقدم ثابت. وقد رحل فيه وفي طلبه، وحصل له منه ما لم يحصل لكثير من أمثاله، وسيظهر لك منه عند الاجتماع من ذلك، مع التورع والتحفظ، ما يحسن لديك موقعه.
وقال عبد العزيز الكتاني: إنه، يعني الخطيب، أسمع الحديث وهو ابن عشرين سنة. وكتب عنه شيخه أبو القاسم عبيد الله الأزهري في سنة اثنتي عشرة وأربعمائة، وكتب عنه شيخه البرقاني سنة تسع عشرة، وروى عنه. وكان قد علق الفقه عن أبي الطيب الطبري، وأبي نصر ابن الصباغ. وكان يذهب إلى مذهب أبي الحسن الأشعري رحمه الله.
قلت: مذهب الخطيب في الصفات أنها تمر كما جاءت؛ صرح بذلك في تصانيفه.