وعاد إلى بلنسية لما تراجع أمرها، فأخذ علم العربية عن أبي محمد البطليوسي، وتفقه بأبي القاسم ابن الأنقر السرقسطي، وتصدر للإقراء مع كثرة علومه ورياسته، وصنف شرحا لمقدمة ابن بابشاذ.
قال الأبار: حدثنا عنه غير واحد، وهو آخر من تلا بالروايات على ابن النخاس، وتوفي في شعبان، وصلى عليه ابن النعمة، وكانت جنازته مشهودة وعاش ثمانين سنة.
قلت: عاش بعده يحيى بن سعدون القرطبي نزيل الموصل، وهو ممن قرأ بالروايات على أبي القاسم ابن النخاس.
١٢١ - محمد بن إسحاق بن محمد بن هلال بن المحسن بن إبراهيم بن هلال، أبو الحسن ابن الصابئ البغدادي.
من بيت كتابة وفضيلة وأدب، ولد سنة إحدى وثمانين وأربعمائة، وسمع أبا عبد الله النعالي، وأبا عبد الله ابن البسري، وأبا غالب الذهلي.
قال ابن الدبيثي: كان ثقة، صحيح السماع، سمع منه أبو المحاسن القرشي، وأبو بكر بن مشق، وأحمد بن أحمد الشاهد، وغيرهم.
وأجاز للرشيد ابن مسلمة، وغيره، وتوفي في ربيع الأول.
١٢٢ - محمد بن عبد الرزاق بن يوسف، أبو عبد الله الكلبي الإشبيلي.
روى عن أبي القاسم الهوزني، وصحب أبا بكر ابن العربي مدة طويلة، ورحل قديما ولقي أبا بكر الطرطوشي، ومحمد بن أحمد الرازي، وأبا الحسن بن مشرف، والسلفي.
قال ابن بشكوال: انفرد برواية الكامل لابن عدي، وقد قرأت عليه بعضه، وناولنا جميعه، وكان فاضلا، دينا، نبيها، عالما بما يحدث، استقضاه شيخنا أبو بكر على مدينة باجة، ثم استعفاه فأعفاه، ولد سنة تسع وسبعين وأربعمائة، وتوفي في سادس عشر جمادى الآخرة.