كان من كبار شيوخ الإقراء، سكن الإسكندرية، وأقرأ الناس بها، وقُصِدَ من النَّواحي لعلو إسناده، وإتقانه.
وثَّقَهُ السِّلفي، وأبو الحسن علي بن المُفَضَّل.
رحل إلى ديار مصر، وأدرك الكبار، فقرأ على أبي العباس بن نفيس، وعبد الباقي بن فارس بن أحمد الحمصي وأبي الحسين نصر بن عبد العزيز الفارسي، وغيرهم. وسمع الحديث من بعضهم.
قرأ عليه أبو العباس ابن الحُطيئة، وأبو طاهر السِّلفي، ويحيى بن سعدون القرطبي، وعبد الرحمن بن خلف الله بن عطية، وطال عمُرُه وتفرَّد في عصره، وأعلى ما أسندت القرآن العظيم من طريقه.
توفي رحمه الله في ذي القعدة وقد جاوز التِّسعين، فإنه كان يتردد في مولده، هل هو في سنة اثنتين وعشرين أو سنة خمس وعشرين وأربع مئة.
وقد ذكره القفطي في تاريخ النُّحاة، فقال: رحل في القراءات سنة ثمان وثلاثين وأربع مائة، وبقي في الطَّلب بمصر بضع عشرة سنة. أخذ النَّحو عن ابن بابشاذ، وصنَّف شرحًا لمقدمته، وكان متقناً صدوقاً. قال سليمان بن عبد العزيز الأندلسي: ما رأيت أعلم بالقراءات منه لا بالمشرق ولا بالمغرب.
قلت: آخر مَنْ روى عنه بالإجازة أبو طاهر الخُشوعي، عظَّمه السِّلفي.
٢٢٩ - عبد القادر بن محمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف، أبو طالب بن أبي بكر البغداي.
كان يسكن القرية داخل دار الخلافة، ولد سنة نيف وثلاثين وأربع مائة، وسمع المصنفات الكبار من: أبي علي ابن المذهب، وأبي إسحاق البرمكي، وأبي بكر بن بشران، وأبي محمد الجوهري، وجماعة.
وتفرد في وقته بكثرة المرويات، روى عنه: السلفي، وأبو العلاء الهمذاني، والصائن ابن عساكر، وأبو طالب بن خضير، وأبو محمد ابن الخشاب، وأبو الحسن بن عساكر البطائحي، وأبو بكر ابن النقور، والشيخ عبد القادر الجيلي، وأبو الحسين عبد الحق اليوسفي، وأبو منصور محمد بن