قومك لك وما ردّوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم، ثمّ ناداني ملك الجبال فسلّم عليّ، ثمّ قال: يا محمد إنّ الله قد سمع قول قومك، وأنا ملك الجبال، قد بعثني إليك ربّك لتأمرني بما شئت، إن شئت يطبق عليهم الأخشبين، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: بل أرجو أن يخرج الله من أسرارهم - أو قال: من أصلابهم - من يعبد الله لا يشرك به شيئا. أخرجاه.
وقال البكّائيّ، عن ابن إسحاق: فحدّثني يزيد بن زياد، عن محمد بن كعب القرظيّ قال: لمّا انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطّائف، عمد إلى نفر من ثقيف، وهم يومئذ سادتهم، وهم إخوة ثلاثة: عبد ياليل بن عمرو، وأخواه مسعود وحبيب، وعند أحدهم امرأة من قريش من جمح، فجلس إليهم ودعاهم إلى الله، فقال أحدهم: هو يمرط ثياب الكعبة إن كان الله أرسلك، وقال الآخر: أما وجد الله من يرسله غيرك؟ وقال الآخر: والله لا أكلّمك.
وذكره كما في حديث ابن شهاب، وفيه زيادة وهي: فلمّا اطمأن صلى الله عليه وسلم قال فيما ذكر لي: اللهم إليك أشكو ضعف قوّتي وقلّة حيلتي وهواني على النّاس، أرحم الراحمين، أنت ربّ المستضعفين وأنت ربّي، إلى من تكلني، إلى بعيد يتجهمني، أو إلى عدوّ ملّكته أمري، إن لم يكن بك عليّ غضب فلا أبالي، ولكن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الكريم الذي أشرقت له الظّلمات، وصلح عليه أمر الدّنيا والآخرة من أن ينزل بي غضبك أو يحلّ عليّ سخط، لك العتبى حتّى ترضى ولا حول ولا قوّة إلاّ بك.
وحدّثني حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عبّاس، قال: سمعت ربيعة بن عبّاد يحدّث أبي قال: إنّي لغلام شابّ مع أبي بمنى، ورسول الله صلى الله عليه وسلم