قال ابن بكير عن يعقوب وزير المهدي قال: قال لي أمير المؤمنين لما قدم الليث العراق: الزم هذا الشيخ، أو قال أكرم، فقد ثبت عندي أنه لم يبق أحد أعلم بما حمل منه.
وقال أبو صالح كاتب الليث: كنت مع الليث لما خرج إلى العراق، فكان يقرأ على أصحاب الحديث من فوق علية، والكتاب بيدي، فإذا فرغ منه رميت به إليهم فينسخوه.
وروى عبد الملك بن شعيب، عن أبيه قال: قيل لليث: أمتع الله بك، إنا نسمع منك الحديث ليس في كتبك؟ فقال: أكل ما في صدري في كتبي؟ لو كتبت ما في صدري ما وسعه هذا المركب، رواها أبو سعيد بن يونس، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن الحارث، قال: حدثنا محمد بن عبد الملك، عن أبيه، فذكرها.
ابن بكير قال: قال الليث: كنت بالمدينة مع الحجاج، وهي كثيرة السرقين، فكنت ألبس خفين، فإذا بلغت باب المسجد نزعت أحديهما، ودخلت، فقال يحيى بن سعيد الأنصاري: لا تفعل هذا فإنك إمام منظور إليك.
قوله: ألبس خفين: يريد خفا فوق خف.
قال عباس الدوري: حدثنا يحيى قال: هذه رسالة مالك إلى الليث: حدثنا عبد الله بن صالح فذكرها؛ فيها: وأنت في إمامتك، وفضلك ومنزلتك من أهل بلدك، وحاجة من قبلك إليك، واعتمادهم على ما جاءهم منك.
أحمد ابن أخي ابن وهب: سمعت الشافعي يقول: الليث أفقه من مالك، إلا أن أصحابه لم يقوموا به.
أبو زرعة، سمع ابن بكير يقول: الليث أفقه من مالك، ولكن كانت الحظوة لمالك.
وقال جماعة: سمعنا ابن وهب يقول: لولا مالك والليث لضللنا.