وقال إبراهيم بن أحمد الطبري: سمعت الخلدي يقول: مضيت إلى عباس الدوري وأنا حدث، فكتبت عنه مجلسًا، وخرجت فلقيني بعض الصوفية فقال: أيش هذا؟ فأريته، فقال: ويحك؛ تدع علم الخرق وتأخذ علم الورق!! ثم خرق الأوراق. فدخل كلامه في قلبي فلم أعد إلى عباس. ووقفت بعرفة ستًا وخمسين وقفة.
وقيل: عجائب بغداد في الصوفية ثلاثة: نكت المرتعش، وإشارات الشبلي، وحكايات الخلدي.
وقال أبو الفتح القواس: سمعت الخلدي يقول: لا يجد العبد لذة المعاملة مع لذة النفس، لأن أهل الحقائق قطعوا العلائق التي تقطعهم عن الحق قبل أن تقطعهم العلائق.
وسئل الخلدي عن الزهد، فقال: من أراد أن يزهد فليزهد أولًا في الرياسة، ثم ليزهد في قدر نصيب نفسه ومراداتها.
ورأى امرأة ثكلى تبكي على ولدها، فأنشأ يقول:
يقولون ثكلى ومن لم يذق فراق الأحبة لم يثكل لقد جرعتني ليالي الفراق شرابًا أمرَّ من الحنظل توفي الخلدي في رمضان عن خمس وتسعين سنة كسن النجاد.
٢٩٢ - عبد الله بن أحمد بن ديزويه، أبو عمر الدمشقي.
رحل، وسمع: أبا يعلى، والبغوي، والحسن بن فيل البالسي، وحدث بمصر، ودمشق. روى عنه: عبد الرحمن بن عمر بن نصر، وعبد الرحمن بن عمر النحاس، ومحمد بن أحمد بن سدرة المصريان، ومحمد بن مفرج القرطبي، ومحمد بن الحسن الدقاق.
٢٩٣ - عبد الله بن أحمد بن علي بن الحسن بن إبراهيم بن طباطبا