فيها نقص البحر ثمانين ذراعا، وظهر فيه جبال وجزائر وأشياء لم تعهد. وكان العام قليل المطر جدا. وكان بالري ونواحيها زلازل عظيمة. وخسف ببلد الطالقان في ذي الحجة، ولم يفلت من أهلها إلا نحو ثلاثين رجلا. وخسف بخمسين ومائة قرية من قرى الري، واتصل الأمر إلى حلوان فخسف بأكثرها. وقذفت الأرض عظام الموتى، وتفجرت منها المياه. وتقطع بالري جبل، وعلقت قرية بين السماء والأرض بمن فيها نصف نهار، ثم خسف بها، وانخرقت الأرض خروقا عظيمة، وخرج منها مياه منتنة ودخان عظيم، هكذا نقل ابن الجوزي (١)، فالله أعلم.
وفيها توفي أبو العباس الأصم محدث خراسان في ربيع الأول، وقد ناهز المائة.
وجاء جراد طبق الدنيا، فأتى على جميع الغلات والأشجار.
وفي ربيع الأول خرجت الروم إلى آمد وأرزن وميافارقين، ففتحوا حصونا كثيرة، وقتلوا خلائق، وهدموا سميساط.
وفي ربيع الآخر شغب الترك والديلم بالموصل على ناصر الدولة، وأحاطوا بداره، فحاربهم بغلمانه وبالعامة، فظفر بهم وقتل جماعة، ومسك جماعة، وهربوا إلى بغداد.
(١) يريد المصنف سبط ابن الجوزي في "مرآة الزمان"، ويسميه هكذا تجوزًا، وستأتي نظائر له كثيرة، وهو مجازفٌ خَسَّافٌ، فلا يُظن أنه جده صاحب المنتظم"، والخبر في المرآة (ص ٩٧ - ٩٩ من الجزء الذي نشرته الفاضلة جنان الهموندي، وطبع ببغداد سنة ١٩٩٠).