للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منتصف القرن الثاني - مثلًا - لوجدناه يعتمد عددًا كبيرًا من موارد التاريخ العام التي سبقت الطبري (١) مثل خليفة بن خياط "ت ٢٤٠ هـ"، وأبي حسان الزيادي "ت ٢٤٣ هـ" (٢)، ويعقوب الفسوي "ت ٢٧٧ هـ" (٣)، وابن أبي خيثمة "ت ٢٧٩ هـ" (٤)، وغيرهم مما يطول ذكره. وتشير النصوص إلى أنه فضل تاريخ خليفة عليه في معظم الأحيان.

[ج - التخصص التأليفي]

وعني الذهبي بالموارد التي تخصصت في نمط معين من التأليف سواء أكان ذلك في الحوادث أم في التراجم؛ فقد اعتمد في الفتوح مثلًا على الوليد بن مسلم "ت ١٩٥ هـ" (٥)، و"كتاب الفتوح" لسيف بن عمر "ت ٢٠٠ هـ" (٦) باعتبارهما متخصصين بالتأليف عن موضوع معين.

وتظهر عناية المؤلف في التخصص التأليفي أكثر وضوحًا في التراجم حيث تشير دراسة الموارد إلى أنه راعى في الأغلب الأعم الاعتماد على المؤلفات التي تخصصت بنمط معين من المترجمين إضافة إلى الموارد الأخرى. ولما كنا نعلم أن المؤلفين المسلمين قد أولوا هذه الناحية عنايتهم فلم يتركوا صنفًا من الناس عمومًا إلا ووضعوا فيهم الكتب المترجمة لهم (٧)، عرفنا سبب عناية الذهبي بهذا النمط من الموارد لاسيما إذا عرفنا أن مؤلفي هذه الكتب هم في


(١) هذه الموارد تشير إلى ما تناوله الذهبي في الحوادث فقط.
(٢) انظر العمري: موارد الخطيب، ص ١٠٨ فما بعد.
(٣) ذكره الذهبي في مقدمة كتابه، وانظر مقدمة الدكتور أكرم العمري لكتابه "المعرفة والتاريخ".
(٤) انظر العمري: موارد الخطيب، ص ١١٥.
(٥) تشير النقول إلى أنه ألف كتابًا في "الفتوح" لاسيما في أيام الآمويين انظر مثلًا: ٢/ ١٠٤٦، وانظر ترجمة الذهبي له في ٤/ ١٢٤٠ - ١٢٤٣.
(٦) انظر مقدمة تاريخ الإسلام ١/ ٧.
(٧) لقد أراد الذهبي أن يرتب تاريخه المحيط على نوعية المترجمين، وقد اتخذ السخاوي تنظيم الذهبي هذا وبحث عن المؤلفات التاريخية استنادًا إلى تقسيم الذهبي (الإعلان، ص ٥١٨ فما بعد).

<<  <  ج: ص:  >  >>