للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مسلم المصري المتوفى سنة ١٩٧ هـ وهو أحد الثقات (١)، و"مغازي" (٢) الوليد بن مسلم الأموي الدمشقي المتوفى سنة ١٩٥ هـ، و"مغازي" (٣) محمد بن عمر الواقدي المتوفى سنة ٢٠٧ هـ، و"المغازي" (٤) لمحمد بن عائذ الدمشقي الكاتب المتوفى سنة ٢٣٣ هـ وغيرهم.

ومع أن الذهبي قد نقل عن كثير من هذه الموارد بالواسطة، ومن طريق "دلائل النبوة" للبيهقي خاصة، لكنه كان مطلعًا عليها، يعود إليها كلما وجد حاجة لذلك كما تدل نصوصه وتعليقاته، فضلًا عن أنه كان يملك حق روايتها.

إن موقف الذهبي من تفضيل القديم هذا هو الذي دفعه فيما نعتقد إلى اعتماده محمد بن سعد المتوفى سنة ٢٣٠ هـ (٥) بصورة قليلة جدًّا في القسم الخاص بالمغازي والسيرة مع تقدمه وكأنه اعتبره "مصدرًا ثانويًا" وذلك بسبب كثرة اعتماده لكتب الواقدي فكأنه استغنى عنه، ويصح مثل هذا القول في اعتماده النادر على السير المتأخرة مثل تلك التي ألفها ابن فارس اللغوي المتوفى سنة ٣٩٥ هـ (٦) وابن عبد البر المتوفى سنة ٤٦٣ هـ، وشيخه الدمياطي المتوفى سنة ٧٠٥ هـ (٧) ونحوهم، مع أنه اطلع عليها ونقل عنها نصوصًا قليلة جدًّا.

إنَّ العنايةَ بالقديم وتفضيله هو الذي حدا بالذهبيِّ إلى عدم مسايرة أكثر المؤرخين في اعتماد الطبري في حوادث القرون الثلاثة الأولى كما فعل ابن الأثير وغيره، ولو نظرنا إلى موارده في تاريخ الحوادث بعد وفاة النبي حتى


(١) تاريخ الإسلام، الورقة ٢٢٩ - ٢٣٠ (أيا صوفيا ٣٠٠٦).
(٢) وذكر الذهبي أنه أخذ عن ابن وهب، فلعله أخذ قسمًا من مغازيه عنه، انظر الورقة ٢٨٢ - ٢٨٤ (أيا صوفيا ٣٠٠٦)، وراجع البخاري: تاريخ، ٨/ الترجمة ٢٥٣٨.
(٣) وصلت إلينا ونشرها جونز. وذكر الذهبي أنه قد "سارت الركبان بكتبه في المغازي والسير والفقه أيضًا" وأصح الروايات عنه رواية ابن سعد، تاريخ الإسلام، الورقة ٦٦ - ٦٨ (أيا صوفيا ٣٠٠٧).
(٤) انظر مقدمة كتابه، ١/ ٦، والورقة ١١ (أيا صوفيا ٣٠٠٥)، والظاهر أنه لم يأخذ عنه كثيرًا بالرغم من ذكره في المقدمة بين موارده الرئيسة.
(٥) لم ينقل عنه في القسم الخاص بالمغازي غير ثلاثة نصوص، وأكثر من ذلك قليلًا في السيرة النبوية.
(٦) أخذها الذهبي قراءة على شيخه عمر بن عبد المنعم بن القواس.
(٧) قرأها الذهبي عليه، وانظر معجم شيوخه المطبوع ١/ ٤٢٤ - ٤٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>