أمرد يقدّم مداسي أخير من رضوانكم وربع قحبةٍ عندي أحسن من الولدان قالوا: أنت تدعى صالح دع عنك هذي الخندقة قلت: السّماع يصلح لي بالشّمع والمردان ما أعرف لآدم طاعةً إلاّ سجود الملائكة وما أعرف آدم عصى الله تعظيم الرحمن إن كنت أُقجي تقدّم وإن كنت رمّاحا انتبه، وإن كنت حشو المخدّة اخرج وردّ الباب!.
أوّد أشتهي قبل موتي أعشق ولو صورة حجر، أنا مثّكلٌ محيرّ والعشق بي مشغول.
وقال النجم ابن إسرائيل: قال لي الشيخ مرةً: ما معنى قوله تعالى: كُلَّما أَوْقَدُوا نَاراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأهَا اللَّهُ فقلت: سيدي يقول وأنا أسمع. قال: ويحك من الموقد ومن المطفئ؟ لا تسمع لله كلاماً إلا منك فيك، قلت: ومن أين لي؟ قال: بمحو إنيتك، وقال: لو ذبحت بيدي سبعين نبياً ما اعتقدت أني مخطئ. يعني لو ذبحتهم لفعلت ما أراده الله مني، إذ لا يقع شيء في الكون إلا بإرادته سبحانه وتعالى.
قلت: وطرد ذلك أن الله أراد منا أن نلعن قتلة الأنبياء، ونبرأ منهم، ونعتقد أنهم أصحاب النار، وأن نلعن الزنادقة، ونضرب أعناقهم، وإلا فلأي شيءٍ خلقت جهنم؟ واشتد غضب الله على من قتل نبياً، فكيف بمن يقتل سبعين نبياً؟ والله تعالى يحب الأبرار، ويبغض الفجار، ويخلدهم في النار، مع كونه أراد إيجاد الكفر والإيمان فهو يريد الشيء، فإنه لا يكون إلا ما يريد. ولكنه لا يرضى لعباده الكفر ولا يحبه، نعم يريده ولا يسأل عما يفعل، ولا يعترض عليه، فإنه أحكم الحاكمين، وأرحم الراحمين، لا يخلق شيئاً إلا لحكمة، لكن عقولنا قصيرة عن إدراك حكمته، فالخلق ملكه، والأمر أمره ولا معقب لحكمه، يخلد الكفار في النار بعدله وحكمته، ويخلد الأبرار في الجنة بفضله ورحمته. فجميع ما يقع في الوجود فبأمره وحكمته، وعدم علمنا بمعرفة حكمته لا يدل