للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفضل بن جعفر، قال: حدثنا عبد الملك بن محمد، قال: حدثنا سليمان بن داود، قال: قال لي يحيى بن سعيد القطان: أشهد أن محمد بن إسحاق كذاب. قلتُ: وما يدريك؟ قال: قال لي وهيب، فقلت لوهيب: ما يدريك؟ قال: قال لي مالك، فقلت لمالك: وما يدريك؟، قال: قال لي هشام بن عروة، قلت له: وما يدريك؟ قال: حدث عن امرأتي وأدخلت عليَّ وهي بنت تسع سنين وما رآها رجل حتى لقيت الله " فقال الذهبي معلقًا: "قلت: هذه حكاية باطلة وسليمان الشاذكوني ليس بثقة، وما أدخلت فاطمة على هشام إلا وهي بنت نيف وعشرين سنة فإنها أكبر منه بنحو من تسع سنين، وقد سمعت من أسماء بنت الصديق، وهشام لم يسمع من أسماء مع أنها جدَّتهما. وأيضًا فلما سمع ابن إسحاق منها كانت قد عجزت وكبرت وهو غلام أو هو رجل من خلف الستر فإنكار هشام بارد" (١).

[ب - نقد المتن]

وهو الذي يقوم على نقد متن الرواية بكل ما يستطيع الناقد إيراده من الأدلة التي تثبت دعواه. وهذا النوع من النقد هو الذي عني به الذهبي في كتابه فردَّ مئات الروايات وأبطلها بنقده المتين، وهو ظاهرة جِدُّ واضحة فيه.

ومن أمثلة عنايته بنقد المتن مع توفر الإسناد القوي، تعليقه على خبر سفر النبي مع عمه أبي طالب إلى الشام وقصة بحيرا الراهب، وملخص الحديث: أن الراهب تناقش مع أبي طالب والقرشيين في أمره حينما كانوا يتظللون بفيء شجرة، ثم أقبل النبي وعليه غمامة تظله فلما جلس تحت الشجرة مال عليه فيء الشجرة، فلما رآه الراهب وعرف صفته ناشد أبا طالب أن يرد النبي خوفًا عليه من الروم فرده أبو طالب، وبعث أبو بكر معه بلالًا الحبشي. فقال الذهبي: "تفرد به قراد، واسمه عبد الرحمن بن غزوان (٢)


(١) ٤/ ١٩٦ - ٩٧ ١.
(٢) توفي سنة ٢٠٧ هـ، انظر الذهبي: ميزان ج ٢ ص ٥٨١ - ٥٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>