وقال أبو عبيدة: إن عامر بن كريز أتى بابنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو ابن خمس سنين، فتفل في فيه، فجعل يردد ريق النبي صلى الله عليه وسلم ويتلمظ، فقال: إن ابنك هذا لمسقى، قال: وكان يقال: لو أن عبد الله بن عامر قدح حجرا أماهه، يعني يخرج الماء منه.
قال مصعب الزبيري: يقال: إنه كان لا يعالج أرضا إلا ظهر له الماء.
وقال الأصمعي: أرتج على ابن عامر بالبصرة يوم أضحى، فمكث ساعة، ثم قال: والله لا أجمع عليكم عيا ولؤما، من أخذ شاة من السوق، فثمنها علي.
وقد فتح الله على يدي عبد الله فتوحا عظيمة، كما ذكرنا في حدود سنة ثلاثين.
وكان سخيا، شجاعا، وصولا لرحمه، فيه رفق بالرعية، ربما غزا، فيقع الحمل في العسكر، فينزل بنفسه، فيصلحه.
قال ابن سعد: لما قتل عثمان حمل ابن عامر ما في بيت مال البصرة من الأموال، ثم سار إلى مكة، فوافى بها عائشة، وطلحة، والزبير، وهم يريدون الشام فقال: لا، بل ائتوا البصرة، فإن لي بها صنائع، وهي أرض الأموال، وبها عدد الرجال، فلما كان من أمر وقعة الجمل ما كان، لحق بالشام فنزل بدمشق، وقد قتل ولده عبد الرحمن يوم الجمل، ولم يسمع لعبد الله بذكر في يوم صفين، ثم لما بايع الناس معاوية ولى على البصرة بسر بن أرطاة، ثم عزله، فقال له ابن عامر: إن لي بها ودائع، فإن لم تولينها ذهبت، فولاه البصرة ثلاث سنين.
ومات قبل معاوية بعام، فقال: يرحم الله أبا عبد الرحمن، بمن نفاخر بعده!، وبمن نباهي!.
وقال أبو بكر الهذلي: قال علي رضي الله عنه يوم الجمل: أتدرون من حاربت، حاربت أمجد الناس، وأنجد الناس، يعني عبد الله بن عامر،