للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأسهر اللّيل ذا أنس بوحشته … إذْ طِيب ذِكرك فِي ظلماته سَمَري

وكلّ يوم مضى لا أراك به … فلستُ محتسِبًا ماضيه من عمري

ليلي نهارٌ إذا ما دُرتَ فِي خَلَدي … لأنّ ذِكركَ نور القلب والبصرِ

تُوُفّي الشَّيْخ جمال الدِّين أبو الدُرّ ياقوت ببغداد فِي هذه السَّنَة (١).

٥٦٠ - يوسف بن داود بن عيسى بن أبي بكر محمد بن أيوب، الشيخ الملك الأوحد نجم الدين أبو المحاسن ابن السلطان الملك الناصر صلاح الدين، صاحب الكرك.

ولد سنة ثمان وعشرين وستمائة بقلعة الكرك، وسمع من أبي المنجى بن اللتي وغيره، وكان شيخًا مهيبًا، جليلاً، رئيسًا، عاقلاً، من أولي الفضل والديانة، وكان يحلق رأسه ويلبس بزي الرؤساء، روى عنه الدمياطي في معجمه، وسمع منه: البرزالي والمقاتلي والطلبة، وقرأت عليه جزء أبي الجهم (٢)، وكان فيه إيثار وإحسان، أقام بدمشق وأقام بالقدس، وبه توفي في رابع ذي الحجة، وشيعه الخلق، ودفن برباطه شمالي مسجد بيت المقدس (٣).

٥٦١ - يوسف بن علي بن رسلان، الشيخ أبو الفضل الواسطي المقرئ.

ولد في حدود العشرين وستمائة ببغداد، ونشأ بواسط فقرأ بها القرآن على المرجى بن شقيرة وسمع منه، وعلى الشريف ابن الداعي وابن حلوبه (٤)، وهم من أصحاب أبي بكر ابن الباقلاني، وأقام عند الباذرائي يقرئ ابنه وحاشيته، ثم قدم دمشق في صحابته وأقام بها، وكان إمام مسجد على باب الجابية.

سمعت منه بقراءة الشيخ علي الموصلي (٥)، وتوفي في الحادي والعشرين من رمضان.


(١) ينظر تاريخ ابن الجزري ٢/ الورقة ١٤٥ - ١٤٦ (باريس).
(٢) ينظر معجم شيوخ الذهبي الكبير ٢/ ٣٨٦ - ٣٨٧.
(٣) ينظر تاريخ ابن الجزري ٢/ الورقة ١٤٣ (باريس).
(٤) هكذا مجودة بخط المصنف، وكذلك هي في "غاية النهاية" للشمس الجزري (٢/ ٤٠١).
(٥) ينظر معجم شيوخ الذهبي الكبير ٢/ ٣٩٠.