جنازة نفطويه النحوي تقدم في الصلاة عليه، وعظم جاهه، وكثر أصحابه، فبلغنا أنه اجتاز بالجانب الغربي، فعطس، فشمته أصحابه، فارتفعت ضجتهم حتى سمعها الخليفة وهو في روشن فسأل: ماذا؟ فأخبر بالحال، فاستهولها. ثم لم تزل المبتدعة توحش قلب الراضي بالله عليه إلى أن نودي في بغداد أن لا يجتمع من أصحاب البربهاري نفسان. فاختفى البربهاري إلى أن توفي مستترًا في رجب من هذه السنة، ودفن بدار أخت توزون مختفيًا. فقيل: إنه لما كفن وعنده الخادم صلى عليه وحده، فنظرت من الروشن ست الخادم، فرأت البيت ملآن رجالًا بثياب بيض، يصلون عليه. فخافت وطلبت الخادم تهدده، كيف أذن للناس. فحلف أن الباب لم يفتح.
ويقال: إنه تنزه عن ميراث أبيه لم يأخذه، وكان سبعين ألفًا.
قال ابن النجار: روى عنه: أبو بكر محمد بن محمد بن عثمان المغربي، وأبو الحسين بن سمعون، وابن بطة.
فعنٍ ابن سمعون أنه سمع البربهاري يقول: رأيت بالشام صومعة بها راهب منقطع، وحولها رهبان يستلمونها ويتمسحون بها لأجل الراهب، فقلت لحدثٍ منهم: بأي شيء أعطي هذا؟ فقال: سبحان الله، متى رأيت الله يعطي شيئًا على شيء!؟
ومن شعر البربهاري:
من قنعت نفسه ببلغتها … أضحى غنيًا وظل مُتَّبَعا
لله در القنوع من خلقٍ … كم من وضيعٍ به قد ارتفعا
تضيق نفس الفتى إذا افتقرت … ولو تعزى بربه اتسعا
في تاريخ محمد بن أحمد بن مهدي: أن في سنة ثلاثٍ وعشرين أوقع بأصحاب البربهاري، فاستتر وتتبع أصحابه، ونهبت منازلهم. ولم يظهر إلى أن مات. وعاش سبعًا وسبعين سنة. وكان في آخر عمره قد تزوج بجارية بكر، ﵀.
٤٣٨ - الحسن بن علي بن سوار، أبو علي المصري الحريري.
قال ابن يونس: حدث عن محمد بن هلال، ويونس بن عبد الأعلى،