وقال أبو سعد السّمعاني: كان لبيباً، عالماً، عارفاً، حافظاً، ترشح للحفظ، حتّى كان يقال له الخطيب الثّاني. وصنّف كتاب المؤتلف والمختلف وسمّاه كتاب الإكمال. وكان نحوياً مجوّداً، وشاعراً مبرزاً جزل الشعر، فصيح العبارة، صحيح النّقل، ما كان في البغداديّين في زمانه مثله. رحل إلى الشّام، والسّواحل، وديار مصر، والجزيرة، والجبال، وخراسان، وما وراء النهر. وطاف الدنيا، وجال في الآفاق، ورجع إلى بغداد، وأقام بها.
وقال ابن النّجّار: أحبّ العلم من صباه، وطلب الحديث، وكان يحضر المشايخ إلى منزله، ويسمع منهم. ورحل إلى أن برع في الحديث، وأتقن الأدب، وله النظم والنّثر والمصنّفات. وأنفذه المقتدي بأمر الله رسولاً إلى سمرقند وبخارى، لأخذ البيعة له على ملكها طمغان الخان. روى عنه الخطيب، والفقيه نصر، والحميدي، وأبو محمد الحسن بن أحمد السّمرقندي، ومحمد بن عبد الواحد الدّقّاق، وشجاع الذّهلي، ومحمد بن طرخان، وأبو علي محمد بن محمد بن المهدي، وإسماعيل ابن السمرقندي، وعلي بن عبد الله بن عبد السّلام، وآخرون.
وقال هبة الله بن المبارك ابن الدّواتي: اجتمعت بالأمير ابن ماكولا، فقال لي: خذ جزأين من الحديث، واجعل متن الحديث الذي في هذا الجزء على إسناد الذي في هذا الجزء، من أوّله إلى آخره، حتى أردّه إلى حالته الأولى، من أوّله إلى آخره.
أخبرني أبو علي ابن الخلال، قال: أخبرنا جعفر، قال: أخبرنا السّلفي، قال: سألت شجاعاً الذّهلي عن ابن ماكولا فقال: كان حافظاً، فهماً، ثقة، صنّف كتباً في علم الحديث.
وقال المؤتمن السّاجي: لم يلزم ابن ماكولا طريق أهل العلم، فلم ينتفع بنفسه.
وقال أبو الحسن بن عبد السّلام: لمّا خرج الأمير أبو نصر إلى خراسان في طلب الحديث، كتب إلى بغداد، والشّعر له:
قوّض خيامك عن دار أهنت بها وجانب الذّلّ إن الذّلّ يجتنب