٢٦٦ - أحمد بن أبي الحسن علي بن أحمد بن يحيى بن حازم بن علي بن رفاعة، الزاهد الكبير، سلطان العارفين في زمانه أبو العباس الرفاعي المغربي ﵁.
قدم أبوه العراق وسكن البطائح بقرية اسمها أم عبيدة، فتزوج بأخت الشيخ منصور الزاهد، ورزق منها أولادا منهم الشيخ أحمد ابن الرفاعي ﵀.
وكان أبو الحسن مقرئًا يؤمّ بالشيخ منصور، فمات وزوجته حامل بالشيخ أحمد، فربّاه وأدبه خاله منصور، فقيل: إنه ولد في أول المحرم سنة خمس مائة.
ويروى عن الشيخ يعقوب بن كراز قال: كان سيدي أحمد ابن الرفاعي في المجلس، فقال لأصحابه: أي سادة، أقسمت عليكم بالعزيز سبحانه، من كان يعلم فيّ عيبًا يقوله. فقام الشيخ عمر الفاروثي وقال: أي سيدي، أنا أعلم فيك عيبًا. فقال: يا شيخ عمر، قله لي. قال: أي سيدي عيبك نحن الذين مثلنا في أصحابك. فبكى الشيخ والفقراء، وقال: أي عمر، إن سلم المركب حمل من فيه في التّعدية.
وقيل: إن هرّةً نامت على كمّ الشيخ أحمد، وجاء وقت الصلاة، فقصّ كمّه ولم يزعجها، وعاد من الصلاة فوجدها قد فاقت، فوصل الكمّ بالثوب وخيّطه وقال: ما تغيّر شيء.
وعن يعقوب بن كراز، وكان يؤذن في المنارة ويصلّي بالشيخ، قال: دخلت على سيدي أحمد في يوم بارد، وقد توضّأ ويده ممدودة، فبقي زمانًا لا يحرك يده، فتقدّمت وجئت أقبّلها فقال: أي يعقوب، شوّشت على هذه الضعيفة. قلت: من هي؟ قال: بعوضة كانت تأكل رزقها من يدي، فهربت منك.
قال: ورأيته مرةً يتكلم ويقول: يا مباركة ما علمت بك، أبعدتك عن وطنك. فنظرت فإذا جرادة تعلّقت بثوبه، وهو يعتذر إليها رحمةً لها.