للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثمن أعطيناك، فجعلتهم منه في حل، ثم خرجت إلى ظاهر البلد، فرأيت البساط ملقى على باب البلد، لا يجسر أحد أن يأخذه، فأخذته.

وانهزمت الخوارزمية، وأسر علي شاه المذكور، وأحضر بين يدي السلطان غياث الدين راجلاً، فصعب ذلك عليه، وأنكر على من أسره، وأركبه فرساً، فلما استقر به المجلس أحضره، فقال له علي شاه: هكذا تفعل بأولاد الملوك؟ فقال: لا، بل هكذا، وأخذ بيده وأجلسه على سريره، وطيب قلبه، وسير من كان صحبته من الأمراء إلى هراة، واستناب بها ضياء الدين محمد بن علي بن عمير، وولاه حرب خراسان، ولقبه الملك علاء الدين، وأضاف إليه الأمراء، ثم سلم علي شاه إلى أخيه شهاب الدين الغُوريّ.

ثم رحل السّلطان غياث الدّين نحو هراة، وسار أخوه شهاب الدّين نحو قهستان، وملك بلاد الإسماعيليّة وطردهم عنها، وأظهر بها دين الإسلام، وأقام بها فسأل صاحبها السّلطان غياث الدين أن يرحِّل أخاه عنها، ففعل ذلك، وأمر أخاه، فأبى عليه، فعاوده فرحل عنها إلى بلاد الهند مغاضبًا لأخيه، وأرسل مملوكه قُطب الدين أيبك فحارب عسكر الهند فهزمهم، وانضم إليه عالمٌ كثير، وملك شهاب الدين مدينة عظيمةً من مدن الهند بعد أن هرب ملكها عنها، فعلم أنّه لا يمكن حفظها إلا بمُقامه بها، وذلك لا يمكنه، فصالح صاحبها على مالٍ، ورحل عنها.

قال ابن البُزُوريّ: وزُلزِلت الأرض بالجزيرة، والشّام، ومصر، فأخربت الّزلزلة أماكن كثيرة جدًا بدمشق، وحمص، وحماة، واستولى الخراب على صور، وعكّا، ونابلس، وطرابلس، وانخسفت قرية من أعمال بُصرَى، وخربت عدّة قلاع.

وفيها اهتمّ عبد الرحمن بن حمزة العلويّ المتغلّب على بلاد اليمن بجمع العساكر، فجمع اثني عشر ألف فارس، ونحوها رجّالة، فخاف منه الملك المعزّ إسماعيل ابن سيف الإسلام صاحب اليمن، ثمّ إنّ أمراء ابن حمزة اجتمعوا للمشورة، فوقعت عليهم صاعقة، فبلغ ذلك إسماعيل، فسار لوقته وحارب عسكر ابن حمزة فهزمهم، وقتل منهم ستّة آلاف، وتمكّن من اليمن،

<<  <  ج: ص:  >  >>