ألف، ولم يدر بها علي، فأعلمت جارية لعيسى بعض الخدم، وتحدث به الناس، فاجتمع أعيان البلد وأنهبوا المال هم والعامة، فعلم الرشيد فغضب، وعزله، وأخذ أمواله، فبلغت ثمانين ألف ألف. وكان علي بن عيسى قد عتى وتجبر على القواد، وكانت كتب قد وردت على الرشيد أن رافعا لم يخلع، ولا نزع السواد، ولا من شايعه، وأن غايتهم عزل علي بن عيسى الذي قد سامهم المكروه.
وحج بالناس أمير مكة الفضل بن العباس بن محمد بن علي.
ولم يكن للمسلمين بعد هذه السنة صائفة إلى سنة خمس عشرة ومائتين.
[سنة اثنتين وتسعين]
توفي فيها: صعصعة بن سلام خطيب قرطبة، عبد الله بن إدريس الأودي، أبو محمد، عبد الرحمن بن عبد الحميد المصري، عرعرة بن البرند السامي البصري، علي بن ظبيان العبسي الكوفي، الفضل بن يحيى البرمكي، توفي مسجونا، يحيى بن كريب الرعيني المصري، يوسف ابن القاضي أبي يوسف.
وفيها شخص هرثمة إلى خراسان، ووجه إلى علي بن عيسى في الظاهر أموالا وخلعا وسلاحا، فلما نزل نيسابور جمع وجوه أصحابه فخلا بكل منهم وأخذ عليه العهد والميثاق أن يكتم أمره، وولى كل رجل بلدا، ودفع إليه عهده، وجهزه سرا إلى بلده، فعل هذا خوفا من ثورة علي بن عيسى، ثم سار، فلما كان على مرحلة من مرو دعا ثقاتا من أصحابه، وكتب أسماء ولد علي بن عيسى وأهل بيته، ودفع إلى كل رجل رقعة باسم من وكله بحفظه إذا دخل مرو، ثم وجه إلى علي: إن أحب الأمير أن يوجهه ثقاته لقبض ما معي فعل، فإنه إذا تقدمت الأموال أمام دخولي كان أقوى للأمير وأفت في عضد أعدائه، فوجه علي جماعة لقبض الأموال؛ فقال هرثمة: اشغلوهم الليلة، ففعلوا، ثم سار إلى مرو، فلما صار منها على ميلين تلقاه علي بن عيسى وولده وقواده؛ فلما وقعت عين هرثمة عليه ثنى رجله لينزل، فصاح علي: والله لئن نزلت لأنزلن. فثبت ودنا، فاعتنقا، ثم سارا إلى قنطرة لا يجوزها إلا فارس. فحبس هرثمة لجام الفرس، وقال لعلي: سر، فقال: لا والله. فقال هرثمة: لا والله، أنت