وكان رحمه الله طلق الوجه، كثير البِشر، جوادا، تنقل في الأعمال جليلها وحقيرها، وكان إليه المنتهى في الكفاءة، والخبرة، وتنفيذ الأمور، يوقع أحسن توقيع وأسدهُ وألطفه، ويقوم بعد الكد والنصب وهو ضاحك، ما تبين عليه ضجر، وكاتب ملوك الأقاليم وكاتبوه، وهاداهم وهادوه. ولم يكن في وزراء الدولة البُويهية من جمع بين الكتابة والكفاءة وكبر الهمة والمروءة والمعرفة بكل أمر مثلهُ. كان أعيان القوم أبو محمد المهلبي، وأبو الفضل بن العميد، وأبو القاسم بن عباد، وما فيهم من خبر الأعمال وجمع الأموال، مثل فخر المُلك، وكانت أيامه وعدله يزكى على أولئك، وكان من محاسن الدنيا التي يعز مثلها.
وله بيمارستان عظيم ببغداد قل أن عمل مثله، وكانت جوائزه وصلاته واصلةً إلى العلماء والكُبراء والصُلحاء والأدباء والمساكين، وله في ذلك حكايات.
دُفن دفنا ضعيفا، فبدت رِجله ونبشته الكلاب، وهو في ثيابه لم يكفن، ثم أخذوا من وسطه هميانا فيه جوهر نفيس، وأخذوا له من النعم والأموال ما ينيف على ألف ألف دينار ومائتي ألف دينار.
وقد ولي وزارة بغداد في أيام القادر بالله فأثر بها آثارا حسنة، وعم بإحسانه وجوده الخاص والعام، وعمر البلاد، ونشر العدل والإحسان. قتل مظلوما، وقد مدحه غير واحد.