علم، والحكمة أم الفضائل، ومعرفة الله أول الأوائل {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ}.
إلى أنّ قال: وأما المشروب فيهجر شربه تلهيا بل تشفيا وتداويا، ويعاشر كل فرقة بعادته ورسمه، ويسمح بالمقدور والتقدير من المال، ويركب لمساعدة النّاس كثيرا مما هو خلاف طبعه. ثم لا يقصر في الأوضاع الشرعية، ويعظم السنن الإلهية، والمواظبة على التعبدات البدنية.
إلى أنّ قال: عاهد الله أنه يسير بهذه السيرة ويدين بهذه الديانة، والله ولي الذين آنوا.
وله شعر يروق، فمنه قصيدته في النفس:
هبطت إليك من المحل الأرفع ورقاء ذات تعزز وتمنعِ محجوبة عن كل مقلة عارف وهي التي سفرت ولم تتبرقعِ وصلت على كره إليك وربما كرهت فراقك وهي ذات تفجعِ أنفت وما أنست فلما واصلت ألفت مجاورة الخراب البلقع وأظنها نسيت عهودا بالحمى ومنازلا بفراقها لم تقنعِ حتى إذا اتصلت بهاء هبوطها في ميم مركزها بذات الأجرع علقت بها ثاء الثقيل فأصبحت بين المعالم والطلول الخضع تبكي إذا ذكرت ديارا بالحمى بمدامع تهمي ولما تقطع وتظل ساجعة على الدمن التي درست بتكرار الرياح الأربع إذا عاقها الشرك الكثيف وصدها قفص عن الأوج الفسيح الأرتع حتى إذا قرب المسير من الحمى ودنا الرحيل إلى الفضاء الأوسع هجعت وقد كشف الغطاء فأبصرت ما ليس يدرك بالعيون الهجع وغدت مفارقة لكل مخلف عنها حليف الترب غير مشيع