أبو عبد الله الحسين بن منصور بن محمي، وقيل: أبو مغيث. وكان محمي مجوسيا فارسيا.
نشأ الحسين بواسط، وقيل: بتستر، وتلمذ لسهل بن عبد الله التستري. ثم قدم بغداد وأخذ عن الجنيد والنوري، وابن عطاء، وأخذ في المجاهدة ولبس المسوح. ثم كان في وقت يلبس الأقبية، وفي وقت يلبس المصبوغ. وقيل: كان أبوه حلاجا. وقيل: إنه تكلم على الناس، فقيل: هذا حلاج الأسرار. وقيل: إنه مر على حلاج، فبعثه في شغل له، فلما عاد الرجل وجده قد حلج كل قطن في الدكان.
وقد دخل الهند وأكثر الأسفار وجاور.
قال حمد ابنه: مولد أبي بطور البيضاء، ومنشأه بتستر. ودخل بغداد فكان يلبس المسوح، ومرة يلبس الدراعة والعمامة، ومرة القباء، ووقتا يمشي بخرقتين. وخرج إلى عمرو بن عثمان المكي وإلى الجنيد وصحبهما. ثم وقع بين الجنيد وبين أبي لأجل مسألة، ونسبه الجنيد إلى أنه مدعي. فرجع بأمي إلى تستر، فوقع له بها قبول. ولم يزل عمرو بن عثمان المكي يكتب الكتب فيه بالعظائم، حتى غضب ورمى بزي الصوفية ولبس قباء، وصحب أبناء الدنيا. ثم سافر عنا خمس سنين، بلغ إلى ما وراء النهر؛ ثم رجع إلى فارس، وأخذ يتكلم ويدعو إلى الله. وصنف لهم، وتكلم على الخواطر، ولقب حلاج الأسرار. ثم قدم الأهواز فحملت إليه، ثم خرج إلى البصرة ثم إلى مكة، ولبس المرقعة، وخرج معه خلق، فتكلم فيه أبو يعقوب النهرجوري وحسده، فقدم الأهواز، وحمل أمي وجماعة من رؤسائها إلى بغداد، فبقي بها سنة، ثم قصد الهند وما وراء النهر ثانيا، ودعا إلى الله، وصنف لهم كتبا، ثم رجع، فكانوا يكاتبونه من الهند بالمغيث، ومن بلاد تركستان بالمقيت، ومن خراسان، بالمميز، ومن فارس بأبي عبد الله الزاهد، ومن خوزستان بالشيخ حلاج الأسرار. وكان ببغداد قوم يسمونه: المصطلم، وبالبصرة المحير. ثم كثرت الأقاويل عليه بعد رجوعه من هذه السفرة، فحج وجاور سنتين وجاء. وتغير عما كان عليه في الأول، واقتنى العقار ببغداد، وبنى دارا ودعا الناس إلى معنى لم أقف عليه، بل على شطر منه، حتى خرج عليه محمد بن داود وجماعة من أهل العلم، وقبحوا صورته. ووقع بين علي بن عيسى وبينه لأجل نصر القشوري، ثم وقع بينه وبين الشبلي وغيره من المشايخ، فقيل: هو