عُمّر دهراً طويلاً؛ فإنه ولد سنة تسعين وخمسمائة. وسمع من ابن البنّاء جامع الترمذي، ومن ابن المفضَّل. أجاز للبرزالي، وقال: توفي سنة أربعٍ وثمانين تقريباً.
٢٨١ - محمد بن عثمان بن علي الرومي، الشيخ شرف الدين ابن الشيخ القدوة الزاهد عثمان، صاحب الزاوية التي بسفح قاسيون.
كان صالحاً، زاهداً، فقيراً واسع الصدر، كريماً، جواداً، لطيفاً، متواضعاً، كيّساً، لا يدّخر شيئاً أصلاً، بل ينفق ما يفتح عليه به. وكان لا يكاد يتردد إلى أحد، ويعمل السّماعات، ويصعد إليه الخلق الكثير من الفقراء والعوام فيرقص سائر السّماع، ويخلع جميع ما عليه على المغاني ويبقى باللباس فقط.
وقد حضر حصار المرقب، ثم عاد إلى دمشق، فتوفي عقيب قدومه بأيامٍ في العشرين من جمادى الأولى، وهو في عشر الثمانين.
٢٨٢ - محمد بن علي بن إبراهيم بن شداد، العلامة، المنشئ، عز الدين الحلبي.
له فضلٌ وجلالة، صاحب سيرة الملك الظاهر. توفي بمصر في صفر، من أبناء السبعين، له فضلٌ وجلالة.
٢٨٣ - محمد بن علي بن يوسف بن محمد بن يوسف، العلامة رضي الدين، أبو عبد الله الأنصاري، الشاطبي، اللغوي.
ولد ببلنسية سنة إحدى وستمائة، وروى عن أبي الحسن ابن المقير، وبهاء الدين ابن الجميزي. وتوفي في يوم الجمعة الثاني والعشرين من جمادى الأولى بالقاهرة.
وكان عالي الإسناد في القرآن؛ فإنه قرأ لوَرْش على الشيخ المعمر محمد بن أحمد بن مسعود الأزدي الشاطبي، صاحب ابن هذيل سنة بضعٍ وعشرين وستمائة. وسمع منه كتاب التلخيص لأبي عمرو الداني في قراءة ورش.
كان رضي الدين إمام عصره في اللغة، تصدَّر بالقاهرة وأخذ الناس عنه. روى عنه أبو حيان وسعد الدين الحارثي وأبو الحسين اليونيني والمزي،