للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان ذكيا، فطنا، داهيةً، شيطانا، ماهرا في الطب. عالج الأمجد واحتشم في أيامه، فلما تملك الصالح إسماعيل بعلبك وزر له ودبر مملكته، فلما غلب على دمشق استقل بتدبير المملكة، وحصل لمخدومه أموالا عظيمة، وعسف وظلم. ثم لما عجز الصالح عن دمشق وتسلمها نواب الصالح نجم الدين، احتاطوا على أمين الدولة واستصفوا أمواله، وبعثوه إلى قلعة مصر فحبس بها خمس سنين، وأكثر هو وجماعة من أصحاب الصالح.

٥١٠ - إياز بن عبد الله أبو الخير الشهرزوري القضائي، مولاهم.

شيخ مسن، سمع من: خطيب الموصل أبي الفضل عبد الله، روى عنه: الدمياطي، وغيره وأجاز للعماد ابن البالسي في هذا العام، وانقطع خبره.

٥١١ - تورانشاه بن أيوب بن محمد ابن العادل السلطان الملك المعظم غياث الدين، ولد السلطان الملك الصالح نجم الدين.

لما توفي الصالح جمع فخر الدين ابن الشيخ الأمراء وحلفوا لهذا، وكان بحصن كيفا، ونفذوا في طلبه الفارس أقطايا، فساق على البرية، هو ومن معه، وكانوا خمسين فارسا، ساروا أولا إلى جهة عانة وعدوا الفرات، وغربوا على بر السماوة وأخذ على البرية به أيضا لئلا يعترضه أحد من ملوك الشام فكاد أن يهلك من العطش، ودخل دمشق بأبهة السلطنة في أواخر رمضان، ونزل القلعة وأنفق الأموال، وأحبه الناس. ثم سار إلى الديار المصرية بعد عيد الأضحى، فاتفق كسرة الفرنج - خذلهم الله - عند قدومه، ففرح الناس وتيمنوا بطلعته. لكن بدت منه أمور نفرت منه القلوب، منها أنه كان فيه خفة وطيش.

قال الشيخ قطب الدين: كان الأمير حسام الدين ابن أبي علي ينوب للصالح نجم الدين فسير القصاد عند موته سرا إلى المعظم بحصن كيفا يستحثه على الإسراع، فسار مجدا، وترك بحصن كيفا ولده الملك الموحد عبد الله وهو ابن عشر سنين، وسار يعسف البادية خوفا من الملوك الذين في طريقه، فدخل قلعة دمشق، ثم أخذ معه شرف الدين الوزير هبة الله الفائزي وكان حسام الدين المذكور قد اجتهد في إحضاره مع أن والده كان يقول: ولدي ما

<<  <  ج: ص:  >  >>