قال ابن الجوزي: صحبته زمانًا، وسمعت منه، وعلقت عنه الفقه والوعظ، وتوفي في سابع عشر المحرم، وكان الجمع يفوت الإحصاء.
وقال أبو سعد السمعاني: روى لنا عنه: علي بن أبي تراب، وأبو المعمر الأنصاري، وأبو القاسم الحافظ، وسمعت حامد بن أبي الفتح المديني يقول: سمعت أبا بكر محمد بن عبيد الله ابن الزاغوني يقول: حكى بعض الناس ممن يوثق بهم أنه رأى في المنام ثلاثة يقول واحد منهم: اخسف، وواحد يقول: أغرق، وواحد يقول: أطبق، يعني البلد، فأجاب أحدهم: لا، لأن بالقرب منا ثلاثة أحدهم أبو الحسن ابن الزاغوني، والثاني أحمد بن الطلاية، والثالث محمد بن فلان من الحربية.
قلت: وروى عنه: بركات بن أبي غالب السقلاطوني، ومسعود بن غيث الدقاق، وأبو القاسم بن معالي بن شدقيني، وأبو الحسن علي ابن عساكر، وأبو موسى المديني، وأبو حفص بن طبرزد، وطائفة سواهم، وهو من متكلمي الحنابلة ومصنفيهم، أملى علي القاضي عبد الرحيم بن عبد الله، أنه قرأ بخط أبي الحسن الزاغوني: قرأ أبو محمد عبد الله بن أبي سعد الضرير علي القرآن من أوله إلى آخره، بقراءة أبي عمرو، رواية اليزيدي، طريقة ابن مجاهد، وكنت رأيت في المنام رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأت عليه القرآن من أوله إلى آخره بهذه القراءة المذكورة، وهو صلى الله عليه وسلم يسمع، وإني لما بلغت في سورة الحج إلى قوله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} الآية، أشار بيده أي اسمع، ثم قال: هذه الآية من قرأها غفر له. ثم أشار أن اقرأ، فلما بلغت أول يس، قال لي: هذه السورة من قرأها أمن من الفقر، فلما بلغت إلى سورة القدر قال لي: هذه السورة من قرأها، فكأنما قرأ ربع القرآن، فلما بلغت إلى سورة الإخلاص قال لي: هذه السورة من قرأها، فكأنما قرأ ثلث القرآن، فلما كملت الختمة قال لي: ما أعطى الله أحدًا ما أعطى أهل القرآن، وإني قلت له كما قال لي.
وكتب علي بن عبيد الله ابن الزاغوني قال: وقرأ علي هذا الكتاب، يعني مختصر الخرقي، من أوله إلى آخره أبو محمد الضرير من حفظه، ورويته له