٤٠ - خ: حبيب العجمي ثم البصري أبو محمد الزاهد أحد الأعلام.
روى عن: الحسن، وشهر بن حوشب، والفرزدق، وغيرهم حكايات. وعنه: حماد بن سلمة، وجعفر بن سليمان، وأبو عوانة الوضاح، وداود الطائي، وصالح المري، ومعتمر بن سليمان، وغيرهم.
أخبرنا إسحاق قال: أخبرنا ابن خليل، قال: حدثنا اللبان، قال: حدثنا الحداد، قال: حدثنا أبو نعيم قال: كان حبيب صاحب الكرامات مجاب الدعوة، كان سبب زهده حضوره مجلس الحسن فوقعت موعظته في قلبه فخرج عما كان يتصرف فيه فتصدق بأربعين ألفاً.
حدثنا محمد بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن قتيبة، قال: حدثنا أحمد بن زيد الخزاز، قال: حدثنا ضمرة، قال: حدثنا السري بن يحيى، وغيره عن حبيب أبي محمد أنه أصاب الناس مجاعة فاشترى من أصحاب الدقيق دقيقاً وسويقاً بنسيئة وعهد إلى خرائطه فخيطها، ووضعها تحت فراشه، ثم دعا الله تعالى فجاء الذين اشترى منهم يطلبون حقوقهم، فأخرج تلك الخرائط قد امتلأت، فقال لهم: زنوا فوزنوها فإذا هو يقرب من حقوقهم.
قال يونس بن محمد المؤدب: سمعت مشيخة يقولون: كان الحسن يجلس يذكر في كل يوم وكان حبيب أبو محمد يقعد في مجلسه الذي يأتيه فيه أهل الدنيا والتجار، وهو غافل عما فيه الحسن لا يلتفت إلى شيء من مقالته إلى أن التفت يوماً، فقال: أين يبرهمي درايد درايد جكونه، فقيل: والله يا أبا محمد يذكر الجنة ويذكر النار ويرغب في الآخرة ويزهد في الدنيا، فوقر ذلك في قلبه، فقال بالفارسية: اذهبوا بنا إليه فأتاه فقال جلساء الحسن: هذا حبيب أبو محمد قد أقبل إليك فعظه، فأقبل إليه فوقف