٤٦٢ - محمد بن خليل بن عبد الوهاب بن بدر الحوراني ثم الدمشقي. هو الشيخ محمد الأكّال.
أصله من جبل بني هلال، ومولده بقصر حجاج سنة ستمائة.
ذكره قطب الدّين في تاريخه فقال: كان رجلاً صالحاً، كثير الإيثار.
وحكاياته مشهورة في أخذه الأجرة على الأكل. ولم يسبقه إلى ذلك أحد، ولا اقتفى أثره من بعده أحد. ولا شك أنه كان له حالٌ ينفعل له بها الناس. وكان جميع ما يفتح عليه به على كثرته يصرفه في القرب والأرامل والمحبَّسين. وكان بعض الناس ينكر على من يعامله هذه المعاملة، وينسبه إلى التهور في فعله، فإذا اتفق اجتماعه به انفعل له انفعالاً كلياً، ولا يستطيع الامتناع من إعطائه كل ما يروم.
وكان حسن الشكل، مليح العبارة، حلو المحادثة. له قبول تام من سائر الناس. وكان كثير المحبة في الشيخ الفقيه، وله ترددٌ إليه، ويأكل عنده بلا أجرة.
توفي إلى رحمة الله في خامس رمضان.
قلت: كان يطلب الأجرة على مقدار قيمة الأكل ومقدار المعطي. وبلغنا أنه قال: ما غلبني إلا واحدٌ دق علي الباب فوجده مفتوحاً ومعه رأس غنم، فأدخل الرأس ورد الباب وسكره، وبقيت أصيح، وخلا وهرب ولم أعرفه، وراح علي أجرة أخذ للرأس الغنم.
٤٦٣ - محمد بن زكريا بن رحمة بن أبي الغيث، العفيف، أبو بكر الدمشقي، الخياط.
ولد سنة ثمانين وخمسمائة. وأجاز له: الخشوعيّ، والبهاء ابن عساكر، وجماعة وخرّجوا له مشيخة بالإجازة. روى عنه الدّمياطيّ، وابن الخباز، والبرهان رئيس المؤذنين، ومحيي الدّين إمام المشهد، وآخرون. وتوفي في