للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عيسى ببابه، فشاهدت الموكلين على بابه حتى كلم فأعفاه، وقال: ختم الباب بضعة عشر يومًا.

قلت: لم يبلغنا على من اشتغل ولا من أخذ عنه، وأظنه مات كهلًا، ولم يسمع شيئًا فيما أعلم (١).

٤٩٢ - أبو عمرو الدمشقي الصوفي.

قال السلمي: كان من كبار مشايخ الشام وعلمائهم، ومن ذوي المقامات المعروفة والكرامات المشهورة، يحكى عنه أنه كان يقول بالشواهد والصفات، وهذا مذهب لأهل الشام، ربما تكلموا في أشياء تدق في مسائل الأرواح وغيرها، وهذا مكذوب على أبي عمرو لأنه أحد مشايخ العلماء، وقد رد على الحلولية وأصحاب الشواهد والصفات مقالاتهم، حكى أبو عمرو عن: ابن الجلاء، وغيره، حكى عنه: أحمد بن علي الإصطخري، ومحمد بن عبد الله الرازي، وأبو سعيد الدمشقي، وجماعة.

قال أبو القاسم الدمشقي: سألنا أبا عمرو: أي الخلق أعجز؟ قال: من عجز عن سياسة نفسه، قلت: فأي الخلق أقوى؟ قال: من قوي على مخالفة هواه، قال: فقلت: أي الخلق أعقل؟ قال: من ترك المكونات وأقبل على مكونها.

وقال محمد بن عبد الله الرازي: سمعت أبا عمرو الدمشقي يقول: كما فرض الله على الأنبياء إظهار المعجزات ليؤمنوا بها، كذلك فرض على الأولياء كتمان الكرامات لئلا يفتتنوا بها (٢).

قال السلمي (٣): توفي سنة عشرين.

وقال ابن زبر (٤): في سنة أربع وعشرين.


(١) ينظر تاريخ الخطيب ٨/ ٥٩٣ - ٥٩٤.
(٢) يعني: حتى لا يفتتن الخلق بها، كما في طبقات السلمي ٢٧٧ وغيره، وهذا من اختصار المصنف المخل.
(٣) طبقاته ٢٧٧.
(٤) تاريخ موالد العلماء ووفياتهم ٢/ ٦٥٥.