للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبيد الله النهرديريِ (١) ومحمد بن حبان، أبو بكر، عن أبي عاصم ذكره عبد الغني وهو متقنٌ لا يَخْفى عليه أمرُ شيخِ شيخِه، وكان القاضي أبو طاهر الذهلي من المتثبتين لا يخفى عليه أمرُ شيوخه. وقال الصوري: إنما هو واحد. قال ابن ماكولا: ولم يأت بشيء فإنهما اثنان، والنسبة تفرق بينهما والله أعلم، وجَدُّ أحدهما الأزهر وجَدُّ الآخر بكر (٢)، قال: فإن كان شيخنا الصوري قد أتقنه بالضم فقد غلط في تصوره أنهما واحد وهما اثنان كل منهما: محمد بن حبان، وإنْ لم يكن أتقنه (٣) فالأول بالفتح وهذا بالضم. قلت (٤): لم يقل الصوري هما واحد إلا باعتبار الاثنين المسمين. أما باعتبار الرجل الآخر الذي ذكره الدارقطني فيكونون ثلاثة؛ فإن الدارقطني قال: محمد بن حبان بن بكر بن عمرو البصري نزل بغداد في المخرِّم وحدث عن أمية بن بسطام ومحمد بن منهال وغيرهما" (٥).

خامسًا: عرض المواليد:

كان تاريخ ولادة المترجَم يكوِّن عنصرًا بارزًا من عناصر الترجمة، وقد اعتنى به مؤلفو كتب التراجم منذ مدة مبكرة، وأخذنا نجد اهتمامًا بالمواليد


(١) منسوب إلى (نهر دير) كانت قرية كبيرة عند البصرة كما ذكر السمعاني في "النهرديري" من الأنساب وتابعه ابن الأثير في اللباب.
(٢) قال بشار: قد تقدم قول الذهبي ردًا على ذلك بأن الأزهر هو لقب بكر أو هو جد أعلى وأنه وقع وهم في نسبه.
(٣) يعني أتقن تقييد الحاء من حبان بالضم أو بالفتح.
(٤) القول للذهبي.
(٥) ٧/ ٤١ - ٤٢ (من طبعتنا). وانظر مناقشة ابن ماكولا في "الإكمال" ج ٢ ص ٣٠٥ فما بعد. وراجع تعليقنا على كتاب الذهبي "أهل المئة فصاعدًا" ص ١٢٣ هامش ١٦١ تجد فيه تفصيلًا يغني. ومثل هذا المثال الذي ذكرناه كثير الوجود في "تاريخ الإسلام" للذهبي، فراجع مثلًا: ٢/ ١٢٠٥. حيث تجد قوله في الكنى من الطبقة العاشرة: "أبو عبد الله الأغر المدني مولى جهينة اسمه سلمان روى عن أبي هريرة و … وأما أبو مسلم الأغر (الكوفي) عن أبي هريرة فرجل آخر، وقد جعلهما واحدا الحافظ عبد الغني المصري وقبله ابن خزيمة فوهما … " ولا شك أن هذا الارتباك هو أحد الأسباب الرئيسة التي دعت العلماء المسلمين إلى العناية التامة بالمتفق والمشتبه من الأسماء والأنساب والكنى والألقاب فألفوا فيها الكتب الكثيرة المعروفة المشهورة.

<<  <  ج: ص:  >  >>