قال الخطيب: وبلغني أنه كان عنده عن علي بن محمد المصري الواعظ وحده ألف جزء، وأنه كتب مائة تفسير، ومائة تاريخ. حدثنا عنه أحمد بن علي البادا، ومحمد بن عبد الواحد بن رزمة، وأبو إسحاق البرمكي، وحدثني الأزهري أن ابن الفرات خلف ثمانية عشر صندوقاً مملوءة كتباً، أكثرها بخطه، وكتابه هو الحجة في صحة النقل، وجودة الضبط، ولم يزل يسمع إلى أن مات. وقال لي العتيقي: هو ثقة مأمون، ما رأيت أحسن قراءة منه للحديث، وقال غيره: مات في شوال، وله بضع وستون سنة.
١٤٣ - محمد بن علي بن سهل بن مصلح الفقيه، أبو الحسن الماسرجسي ابن بنت الحسن بن عيسى بن ماسرجس النيسابوري الشافعي، شيخ الشافعية في عصره.
سمع خاله مؤمل بن الحسن، ومكي بن عبدان، وأبا حامد بن الشرقي، وجماعة، ورحل في حدود الأربعين وثلاثمائة، فسمع إسماعيل الصفار ببغداد، وعبد الله بن شوذب بواسط، وابن داسة بالبصرة، وابن الأعرابي بمكة، وابن حذلم بدمشق، وأصحاب يونس بن عبد الأعلى، والمزني بمصر.
قال الحاكم: كان أعرف الأصحاب بالمذهب وترتيبه. صحب أبا إسحاق المروزي إلى مصر، ولزمه، وتفقه به، ثم انصرف إلى بغداد، فكان معيد أبي علي بن أبي هريرة، ثم رجع إلى بلده، وعقد مجلس النظر ومجلس الإملاء، فأملى زماناً، وتوفي في جمادى الآخرة عن ست وسبعين سنة.
تفقه عليه القاضي أبو الطيب الطبري وجماعة، وحدث عنه الحاكم وأبو نعيم، وأبو عثمان إسماعيل الصابوني، وأبو سعد الكنجروذي، وهو صاحب وجه في المذهب.
١٤٤ - محمد بن عمران بن موسى بن عبيد، أبو عبيد الله المرزباني البغدادي الكاتب العلامة.