للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في طريق مكة، فرأيته قليل المثل في ديانته وتعبُّده وحُسن أوصافه.

وقال ولده المفتي شمس الدين: كان دائم البِشر يحب الخمول ويؤثره ويلازم قيام الليل من الثلث الأخير ويتلو القرآن بين العشاءين، ويصوم الأيام البيض وستةً من شوال وعشر ذي الحجة والمحرم، لا يخل بذلك، ولقد أخبرنا بأشياء فوقعت كما قال لخلائق. وذلك مشهور عند من يعرفه، وقال لي في صحته وعافيته: أنا أعيش عُمُر الإمام أحمد بن حنبل، لكن شتّان ما بيني وبينه. فكان كما قال، وقال لي: يا بني تنزهت عن الأوقاف إذ كان يمكنني وكان لي شيء، فلما احتجت إليها تناولت منها.

قلت: حكى لي حفيده فخر الدين أنه قدم دمشق ومعه مبلغ جيد من الدارهم، فأكل منه مدّة سنين وأنفق على أولاده حتى كبروا. ثم تردد إلى الجهات. وكان إمام مسجد ابن عمير الذي بإزاء درب طلحة داخل باب توما ويسكن المسجد.

توفي في سابع رجب، ودفن بتربة الشيخ الموفَّق بسفح قاسيون. وقد أجاز لي مروياته، وروى عنه ابن الخباز وابن العطار وشيخنا ابن تيمية والمزي والبرزالي وخلق سواهم.

٥٠٤ - عبد العزيز الدّميري، الزاهد.

شيخ صالح، مشهور، مقصود بالزيارة، جالسه ابن سيد الناس وأرّخه، لقيه بجامع دمنهور ووصفه بالعلم والفهم والصلاح.

٥٠٥ - عبد العزيز بن نصر بن أبي الفرج، الشيخ عز الدين، أبو الفضل ابن الحافظ أبي الفتوح ابن الحصري.

سمع من والده وروى بالإجازة عن: المؤيد الطوسي وأبي روح الهروي، سمع منه المصريون والرحالة، ومات في ثامن رمضان ودفن بالقرافة وكان من أبناء الثمانين وقيل بل جاوز التسعين.

٥٠٦ - عبد الغفّار بن محمد بن محمد بن نصر الله، الشيخ نجم الدين

<<  <  ج: ص:  >  >>